كل ما تريد معرفته عن البنكرياس
تعريف البنكرياس
هي غدة مركبة طولها ستة أنشأت تقع في تجويف البطن, وتمتاز بشكلها الذي يشبه حبة الإجاص، تعد البنكرياس خليطا مركبا من نوعين من الغدد الافرازية, تطلق هذه الغدد إنزيمات في سلسلة أنابيب تعرف باسم قنوات البنكرياس, والتي تتجمع وتتحد لتشكيل القناة الرئيسية له، غالبية الأنسجة تعمل على إفراز الإنزيمات الهضمية المختلفة, وتعرف الخلايا المسؤولة عن إفراز الهرمونات في البنكرياس بإسم خلايا اسينار التي اشتقت من اسيونس والتي تعني العنب, وذلك لأن الخلايا هذه تتجمع لتكون شبيهة بعناقيد العنب, كما تقع بين مجموعة خلايا أسينار مجموعة أخرى من الأنسجة الافرازية التي تعرف بإسم جزر لانجرهانز, التي تقوم بوظائف الغدد الصماء, وتطلق هرمونات في الدم أبرزها الأنسولين والجلوكاجون التي تكمن أهميتها في عملية التمثيل الغذائي للسكريات والتحكم في مستوياته.
تشريح البنكرياس
( أجزائه + موقعه بالجسم ): يعرف عن البنكرياس أنه عضو ممتد من الجزء الخلفي من البطن بين المعدة والعمود الفقري أما المتبقي منه فيقع في منحنى بداية الأمعاء الدقيقة المعروفة بالاثني عشر يتكون البنكرياس من أربعة أجزاء رئيسية هي:
- رأس البنكرياس
- عنق البنكرياس
- جسم البنكرياس
- ذيل البنكرياس
١- رأس البنكرياس : يشكل الرأس 50٪ من حجم البنكرياس الكلي ويعتبر أكبر جزء منه ويقع في الجانب الأيمن من البطن في منحنى الاثني عشر عند بداية الأمعاء الدقيقة وشكل الرأس جزء مهما حيث يقع في الجزء الخلفي الايمن للبطن يدعى uncinate حيث يكون مرتبط بإثنين من الاوعية الدموية الهامة جدا وهما الشريان المساريقي العلوي والوريد المساريقي العلوي ويمتد uncinate للنصف السفلي من الرأس نحو اليسار ويحده من الخلف الشريان الأبهر ويحد الجزء العلوي منه الجزء السفلي للقناة الصفراوية التي تنضم للقناة البنكرياسية الرئيسية لتشكل معها أنبوب مشتركا أما من الناحية التشريحية فيكون الرأس امام فقرة L2
٢- عنق البنكرياس: يعتبر الجزء الرفيع البنكرياس ويكون بين الرأس وباقي جسم البنكرياس فهو يميز التقاطع بين الرأس والجسم ويحدها عدد من الاوعية الدموية الرئيسية منها : الشريان المساريقي العلوي والوريد الباري المساري العلوي والوريد الأجوف السفلي والابهر ويقع الوريد البابي خلفه مباشرة
٣- جسم البنكرياس: يشكل جسم البنكرياس مع ذيله الجزء المتبقي منه ويتوسط العنق والذيل ويعمل الشريان الوريدي المساريقي العلوي خلف هذا الجزء من البنكرياس أما من الناحية التشريحية فإن جسم البنكرياس يقع امام فقرة L1 ويصعب احيانا التمييز بين الجسم والذيل إلى أن الجزء الايسر من الابهر يستخدم احيانا للتمييز بينهما كما حدد Wittengen بأن التقاطع بين الجسم والذيل هو النقطة التي تضيق فيها الغدة البنكرياسية
٤- ذيل البنكرياس : هو طرف رقيق من البنكرياس في أيسر البطن قرب الطحال يصل الطرف الضيق من ذيل البنكرياس بمحاذاة هيلم الطحال من خلال الرباط الطحالي أو عن الناحية التشريحية فذيل البنكرياس يقع على مستوى فقرة T+2 ويمكن ملاحظة التكلس المتني في البنكرياس وقنواته المختلفة إشعاعيا في حالات التهاب البنكرياس المزمن وقد عرف هيلمان الذيل بأنه ربع البنكرياس من الطرف الأخير
وظائف البنكرياس
لدى البنكرياس دور مهم جدا في عملية الهضم وتنظيم نسبة السكر في الدم، ينتج البنكرياس السليم المواد الكيميائية الصحية في الوقت و الكمية المناسبة لتقوم افرازاته من الإنزيمات والهرمونات لعدة مهام ضرورية لتنظيم عملية هضم الطعام وضبط مستوي التمثيل للسكريات من خلال :
١- إفراز الإنزيمات الهضمية التي تحلل الطعام إلى جزئيات صغيرة ويسهل على الأمعاء امتصاصها من أبرز إنزيماته:
- تربسين, لهضم البروتينات
- الأميليز, لهضم الكربوهيدرات
- الليباز, لهضم الأحماض الدهنية والكوليسترول التي يتم إفرازها في القنوات البنكرياسية التي ينضم جذرها الرئيسي للقناة الصفراوية ليشكلا أنبوبا يدعى vater يصل لبداية الأمعاء الدقيقة في الاثنى عشر.
وظيفة الغدد الصماء : تقوم بها خلايا جزر لانجرهانز لأنها تفرز الهرمونات في الدم مباشرة ومن أبرز الهرمونات البنكرياسية الرئيسية التي تفرزها هي الأنسولين المسؤول عن خفض السكر وتنقله إلى أنسجة الجسم لاستخدامه كطاقة والجلوكاجون الذي يرفع السكر في الدم من خلال تحليل الجليكوجين الموجود في المسد وتحويله إلى جلوكوز, وأيضا تساهم في تنظيم السكر وتحافظ على الجسم وأجهزته الرئيسية بما في ذلك الدماغ، الكبد، والكليتين
أمراض البنكرياس
يمكن بسهولة أن نلاحظ تأثير إصابة البنكرياس على صحة الجسم بشكل عام على سبيل المثال : عدم قدرته على إفراز الإنزيمات الهاضمة ، تؤثر على عملية امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح وهذا قد يتسبب بفقدان الوزن المفرط
أما أن تأثر قدرة جزر لانجرهانز في إنتاج الأنسولين فإن خفض مستوياته سيزيد خطر الإصابة بمرض السكري وسيرفع الجلوكوز بالدم
أمراض البنكرياس الغير مزمنة: يصعب أحيانا تحديد آلام البنكرياس وتقييم الأمراض المتعلقة به وذلك بسبب موقعه العميق في تجويف البطن وأبرز أمراضه هي التهاب البنكرياس الحاد الذي يعد غير مزمن في الحالات الاعتيادية
- التهاب البنكرياس الحاد : يكون ذلك بسبب انسداد قناة البنكرياس الرئيسية بحصوة أو ورم حيث تتراكم عصارة البنكرياس ما يؤدي إلى تلف الخلايا فيه ويبدأ بهضم نفسه
- التهاب البنكرياس بسبب النكاف: يكون ذلك بسبب:
1- حصوات المرارة
2- الصدمات
3- تناول الكحول
4- السترويدات
5- المخدرات
غالبا التهاب البنكرياس نادر لكنه يستوجب تدخل طبي فوري
من أعراضه :
ألم شديد في البطن , القيئ, الغثيان, الحمى, ألم في العضلات
ويعالج عن طريق تناول السوائل وبعض مسكنات الالم
أمراض البنكرياس المزمنة :
١- التهاب البنكرياس المزمن : من الممكن أن تطور هذه الحالة لتصيب الشخص بإلتهاب البنكرياس الزمن وينتج ذلك عن إصابة البنكرياس بإلتهاب حاد بشكل متكرر ما يسبب ضرر دائم في خلايا وأنسجة البنكرياس وأكثر الاشياء التي تجعل الشخص معرض للإصابة بإلتهاب البنكرياس هي : شرب الكحول وأبرز أعراضه الم مستمر في الجزء العلوي من البطن والظهر وفقدان الوزن_اسهال _ الأصابة بداء السكري أو اليرقان
التهاب البنكرياس الوراثي : يمكن أن يحدث بسبب مشكلة وراثية في البنكرياس والأمعاء من الممكن أن تسبب تكرار التهاب البنكرياس الحاد لدى الشخص ما بسبب التهاب البنكرياس المزمن أعراضه : الام شديدة
- اسهال
- سوء التغذية
- مرض السكري
مرض السكري: يحدث مرض السكري بسبب مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم وتدمير الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس وفي مثل هذه الحالة يحتاج المريض أن يأخذ حقن الانسولين مدى الحياة أما النوع الآخر من مرض السكري فإن البنكرياس يفقد القدرة على إنتاج كمية كافية من الأنسولين وإطلاقه بشكل يناسب الجسم, أيضا يصبح الجسم مقاوما للأنسولين مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
في المشاكل الصحية الأخرى التي يمكن أن يصاب بها البنكرياس هي قصور البنكرياس الافرازي FPl الذي يجعل الجسم يفقد قدرته على إفراز ما يكفي من الإنزيمات أيضا يمكن أن يصاب بالتكيسات البنكرياسية التي يمكن إزالتها جراحيا, تضاف إليهم متلازمة زولينجر اليسون وهو ورم يبدأ في المعدة ويتطور حتى البنكرياس والاثنى عشر, ومن الممكن أن يصاب الإنسان بتجمع السوائل في البنكرياس الذي يتسبب بالألم والحمى في بعض الحالات
سرطان البنكرياس
تنمو خلايا في جسم الانسان بوضع طبيعي بشكل محكم ومتناغم أما عندما تبدأ الخلايا بنمو بشكل غير طبيعي أو غير اعتيادي وخارج نطاق السيطرة تكون بداية لتطور مرض سرطان البنكرياس ومن الممكن أن يكون ذلك في خلايا رأس البنكرياس أيضا في جسمه أو ذيله ويتميز سرطان البنكرياس بغموضه وعدم ظهور أعراض واضحة له يبدأ سرطان البنكرياس مع تشكل خلايا جديدة لا يحتاجها الجسم أو عندما تبقي الخلايا القديمة ولا تموت أيضا يمكن أن تشكل الخلايا الزائدة كتلة من الأنسجة تسمى الأورام منها يكون حميدا أي أنه لا يضر أي أجزاء أخرى في الجسم ومنها يكون خبيثا ينتشر لباقي الجسم حيث يواصل انتشاره للكبد، جدار البطن، الرئتين، العظام، والغدد الليمفاوية
أهمية البنكرياس وهل يمكن البقاء بدونه
يمكن للحياة أن تستمر دون وجود البنكرياس في جسم الإنسان لكن الأطباء المختصون يوصون بعدم إزالته إلا في حالات طبية محددة وذلك عندما يعاني الإنسان من أمراض خطيرة مثل: التهاب البنكرياس الحاد أو سرطان البنكرياس طبعا مع الحرص على المراقبة الدقيقة والرعاية الطبية الجيدة لهؤلاء الأشخاص أيضا إزالة البنكرياس يلزمها إجراء عدة تغيرات على نمط الحياة للتكيف مع ذلك.
نصائح للحفاظ على البنكرياس
١- الحفاظ على نظام غذائي قليل الدهون, وذلك لأن الدهون تساهم بشكل كبير في تكون حصوات المرارة التي تساهم بدورها في حدوث التهاب البنكرياس أيضا من الممكن أن يؤدي ارتفاع مستوى الدهنيات الثلاثية في مجرى الدم حدوث هذا الالتهاب لذلك يفضل بتناول الأطعمة الغنية بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات مع تجنب اكل الكثير من الطعام المقلي ومنتجات الألبان عالية الدسم
٢- عدم اتباع حميات قاسية في سبيل تخفيف الوزن, وذلك لأنه يزيد احتمالية تراكم كميات كبيرة من الدهون في الكبد عند اتباع الإنسان لهذه الحمياة مما يزيد فرصة تشكل حصوات المرارة
٣- المحافظة على اللياقة البدنية, وذلك بممارسة التمارين الرياضية يوميا من 20 الى 30 دقيقة يوميا وذلك للحفاظ على وزن صحي لوقاية الجسم من عدة أمراض مثل السكري وحصى المرارة
٤- عدم تناول الكحول نهائيا, لأنها تزيد نسبة الإصابة بالتهاب البنكرياس وسرطان البنكرياس
٥- الامتناع عن التدخين أو اي منتجات من التبغ, مثل النرجيلة ، والدخان, لأن لها أثر كبير في احتمالية إصابة جميع أعضاء الجسم بالسرطان بما في ذلك البنكرياس
٦- المداومة على إجراء فحوصات بشكل منتظم عند الطبيب المختص وذلك للتأكد من صحة البنكرياس وعمله بطريقة منظمة وكفائة عالية وهو يساعد بالكشف المبكر في حال وجود سرطان أو أي أمراض أخرى متعلقة بالبنكرياس لذلك ينصح بالمداومة عليه بشكل منتظم.
كتابة:
صباح الأيوبي