القائمة الرئيسية

الصفحات


 

أمراض العيون عند الأطفال IV: (أمراض العين الخلقية)

 

تعتبر أمراض العين الخلقية أو الولادية congenital eye disease أمراضاً شائعة، وفي هذا المقال من سلسلة مقالات مدكوساي المسلطة حول أمراض عيون الأطفال، سوف نتطرق إلى حالتين مرضيتين خلقتين، والحالتان هما: 

 

أ.انسداد القناة الدمعية الأنفية NASOLACRIMAL DUCT OBSTRUCTION.

ب. التهاب العين الوليدي Ophthalmia Neonatorum.

 


انسداد القناة الدمعية الأنفية NASOLACRIMAL DUCT OBSTRUCTION.


يعتبر انسداد القناة الدمعية الأنفية الخلقي سبباً شائعاً للجريان الدمعي الزائد، وهو يحدث بنسبة (% 6) عند الولدان. يحدث الانسداد عادة بسبب فشل انفتاح النهاية الغشائية البعيدة للقناة الدمعية الأنفية. 

 

 

 

التظاهرات السريرية CLINICAL MANIFESTATIONS:

 

إن الدماء المزمن بغياب وجود احتقان في الملتحمة هو علامة رئيسة لانسداد القناة الدمعية الأنفية. ويدل وجود مفرزات قيحية مخاطية مع إيلام فوق الحافة الأنسية للجفن السفلي على وجود خمج إضافي في الكيس الدمعي الأنفي (التهاب الكيس الدمعي Dacryocystitis). وتشمل الأسباب الأخرى للدماء التهيج المزمن الناجم عن المؤرجات والزرق الخلقي.

 

المعالجة TREATMENT:

 

تختلف المعالجة حسب شدة الأعراض، وعادة يتحسن الانسداد تلقائياً عند 96% من الرضع خلال السنة الأولى من العمر. ويستطب تحويل الطفل إلى اختصاصي أمراض العين في حال استمرار الأعراض. يتم إجراء سبر Probing للقناة الدمعية الأنفية بعمر 12-15 شهراً إلا إذا تطلبت الأعراض الشديدة المداخلة بعمر أبكر. يعالج التهاب الكيس الدمعي المتراكب على الانسداد بالكمادات الدافئة وإجراء تدليك القناة الدمعية الأنفية، مع الصادات الحيوية الجهازية (مثل سيفالوسبورين من الجيل الأول) في حالات مختارة. 

 

 

حقائق هامة عن انسداد القناة الدمعية الأنفية: Important Facts

 

• إن انسداد القناة الدمعية الأنفية سبب شائع للدماع عند الولدان والرضع ويشفى تلقائياً بشكل نموذجي.

• يستطب التحويل إلى اختصاصي أمراض العين في حال استمرار الأعراض ما بعد عمر تسعة إلى أثنى عشر شهراً، وكذلك عند الرضع الذين لديهم التهاب متكرر في الكيس الدمعي. 

 

 

التهاب العين الوليدي OPHTHALMIA NEONATORUM

 

يدل التهاب العين الوليدي على التهاب الملتحمة الذي يحدث خلال الشهر الأول من الحياة. إن أي مفرزات عينية عند الولدان تتطلب إجراء التقييم؛ لأن الدموع تكون غائبة عادة في الأسابيع القليلة الأولى من العمر.

 

 

 

التشخيص التفريقي DIFFERENTIAL DIAGNOSIS:

 

أشيع الأسباب لالتهاب العين الوليدي هي التخريش الكيماوي والكلاميديا التراخومية والنايسريات البنية، يمكن لالتهاب الملتحمة الكيميائي أن ينجم عن رض الولادة أو بسبب الصادات الحيوية الوقائية التي تعطى عند الولادة للوقاية من الخمج بالبنيات. تشمل الأسباب الخمجية الأقل شيوعاً: 

 

• فيروس الهربس البسيط (HSV

• العنقوديات المذهبية 

• المستدميات النزلية 

• العصيات الزرق

 

وهي تحدث نموذجياً بعد الأسبوع الأول من العمر. يجب التفكير بانسداد القناة الدمعية الأنفية عند الوليد الذي لديه مفرزات مستمرة من الملتحمة.

 

التظاهرات السريرية CLINICAL MANIFESTATIONS:

 

يتظاهر الرضع عادة بوذمة الأجفان وتبيغ الملتحمة والمفرزات العينية. إن العمر عند بدء الإصابة والمظاهر السريرية قد يقترحان التشخيص، ولكن لابد من إجراء التقييم المخبري المناسب.

 

وتتمثل المظاهر المميزة لالتهاب العين السريري، بما يلي: (وحسب سبب الالتهاب)

 

أولاً: التهاب العين الوليدي (الكيمياوي): 

 

• يظهر خلال الأربعة والعشرين ساعة الأولى من عمر الوليد.

• ويمتاز سريرياً بأنه يكون ثنائي الجانب، مصحوباً بمفرزات مصلية، وتبيغ الملتحمة.

• ويكون عادة محدداً لذاته Self limiting فلا يكون مصحوباً بمضاعفات (اختلاطات).

• ويجب استبعاد الأسباب المرضية الخطيرة المسببة لأعراض مشابهة له قبل حسم التشخيص.

• ولا يتطلب تداخلاً دوائياً فهو محدد لذاته، ولا يحتاج إلى معالجة.

 

 

ثانياً: التهاب العين الوليدي الخمجي (النايسريات البنية):

 

• يظهر عادة خلال يومين إلى أربعة أيام في الأسبوع الأول من حياة الطفل.

• ويكون ثنائي الجانب مع مفرزات قيحية، ووذمة أجفان مميزة، ووذمة الملتحمة chemosis.

• وقد يتضاعف هذا الالتهاب مترقياً إلى إنتان Sepsis، التهاب السحايا Meningitis، التهاب المفاصل Arthritis، قرحة القرنية corneal ulcer، وقد ينتهي بالعمى.

• يتم تشخيص النايسريات البنية عن طريق زرع مفرزات الملتحمة على وسط الشوكولا أو آغار (تاير - مارتين).

• ويتضمن العلاج: الإرتروميسين الموضعي، السيفوتاكسيم الوريدي، ومعالجة الوالدين.

 

 

ثالثاً: التهاب العين الوليدي الخمجي (الكلاميديا التراخومية)

 

• تظهر عادة خلال الأربع إلى عشرة أيام الأولى من عمر الوليد.

• وقد يكون الالتهاب أحادي الجانب أو ثنائي الجانب، مصحوباً بمفرزات قيحية مخاطية، وتبيغ الملتحمة.

• من مضاعفاته: تندب القرنية، وذات الرئة.

• ويتطلب تشخيصه زرع الكلاميديا من مفرزات الملتحمة، واختبار الأضداد بالتألق المناعي المباشر.

• يكون علاجه بالإرتروميسين الفموي، إضافة إلى الإرتروميسن الموضعي ومعالجة الوالدين.

 

المعالجة والوقاية TREATMENT AND PREVENTION:

 

إن الرضع الذين يشتبه إصابتهم بالتهاب الملتحمة بفيروس الهربس HSV أو البنيات أو العصيات الزرق يجب تحويلهم لاختصاصي أمراض العين. أما الرضع الذين لديهم التهاب ملتحمة لأسباب أخرى فيتم تحويلهم إذا ساءت العلامات أو استمرت الأعراض بعد ثلاثة أيام من المعالجة. ويجب معالجة الوالدين وشركائهم الجنسيين من أجل أخماج الكلاميديا والبنيات وبالطريقة المعتادة. 

 

لقد تناقصت نسبة حدوث التهابات الملتحمة عند الولدان بشكل دراماتيكي منذ إدخال الوقاية العينية بنترات الفضة. ويفضل حالياً استخدام الإريثروميسين الذي يعتبر فعالاً ضد الكلاميديا التراخومية والنايسيريات البيئية. 

 

 

حقائق هامة عن التهاب العين الوليدي:

 

• قد يكون التهاب الملتحمة عند الولدان ناجماً عن التخريش الكيماوي أو عن خمج مكتسب. 

• أشيع العوامل الممرضة هي الكلاميديا التراخومية والنايسريات البنية. 

• يحتاج الخمج المتوقع بالبنيات إلى علاج إسعافي لمنع العمى. 

• يجب معالجة المرضى المصابين بأخماج الكلاميديا بواسطة الصادات الجهازية والموضعية، وقد تتطور ذات الرئة بالكلاميديا لاحقاً في فترة الوليد إذا لم يعالج المريض فموياً.

 

 

توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب العيون حول فحص الرؤية (البصر) عند الأطفال:

 

• بالنسبة للولدان (حديثي الولادة)، فيتم إجراء اختبار منعكس الضياء القرني، والمنعكس الأحمر Red light reflex في الجهتين. وتتم إحالة الوليد إلى أخصائي العيون في حالة وجود منعكسات حمراء غير طبيعية، أو أي تشوهات عينية أخرى. 

 

• للأطفال بعمر ستة أشهر (6 أشهر) فتجرى لهم فحوصات، التثبيت على الضوء أو الألعاب الصغيرة، إغلاق عين واحدة، اختبار منعكس الضياء القرني، اختبار التغطية/عدم التغطية Cover/Uncover test، المنعكسات الحمراء بالجهتين. وتتم إحالة الطفل إلى اختصاص العينية في حالة الكره الشديد للإطباق Occlusion، الحول، الرأرأة، وجود منعكس أحمر غير طبيعي أو أي تشوه عيني آخر.

 

• أما بالنسبة للأطفال بعمر (ثلاث إلى أربع) سنوات، فيتم إجراء اختبار حدة البصر لهم، ومنعكس الضياء القرني Light corneal reflex، اختبار التغطية/عدم التغطية Cover/Uncover test، وفحص قعر العين. وتتم الإحالة في حال كانت حدة البصر أقل من 20/40 في أي من العينين و/أو عدم وجود اختلاف أكثر من خط واحد بين العينين في اختبار الرؤية، وكذلك في حالة الحول، أو أي تشوه عيني آخر.

 

• للأطفال بعمر خمس سنوات أو أكبر من ذلك، يتم إجراء فحص حدة البصر لهم، ومنعكس الضياء القرني Light corneal reflex، اختبار التغطية/عدم التغطية Cover/Uncover test، وفحص قعر العين. وتتم الإحالة في حال كانت حدة البصر أقل من 20/40 في عين واحدة أو بالعينين، وكذلك الحول أو أي تشوه عيني آخر.

 

 

المصدر: 

 

مبادئ طب الأطفال، د.عمار محمد زوكار (طبيب مشرف في مشفى دمشق/قسم طب الأطفال)، دار القدس للعلوم، دمشق - سوريا، الطبعة العربية الأولى، 2008.