هل القلق من مسببات السرطان ؟
مقدمة
القلق أحد أعداء العصر و الأحداث و المواقف التي يتعرض لها الانسان يوميا سواء في وظيفته المتطلبة مع عجزه عن التحكم، أو ما يصادفه في حياته الشخصية من صدمات مثل الوفاة و الطلاق و المرض أو المشاكل المالية و النزاعات العائلية، تؤدي إلى خلل بين المتطلبات و قدرات الانسان لمجابهتها.
تعريف القلق
القلق هو حالة عصبية عبارة عن ردود فعل هرمونية أو نفسية أو عضلية لمجابهة المواقف الصعبة أو استعدادا لأي خطر محتمل، و التي قد تؤثر على أجهزة الدفاع الطبيعية عند الانسان. يكون مستوى القلق حسب المواقف التي يتعرض لها الانسان مرتفعا في فترة زمنية قصيرة أو متكررا و لفترات متواصلة و هو ما يعرف بالقلق المزمن. يؤدي الشعور بالقلق إلى إفراز هرمونات تحفز تخزين الدهون و زيادة الوزن و ترفع من خطر الإصابة بعدة أمراض منها السرطان.
القلق و علاقته بالسرطان
اكتشف الباحثون في كلية الأورام بجامعة داليان للطب بالصين علاقة بين الشعور بالقلق المزمن و نمو الخلايا الجذعية للسرطان. حيث قاموا بإجراء تجارب على مجموعة من الفئران بعدما تم تلقيحها بخلايا سرطانية، و تم تعريضها لحالات القلق بحبسها في مساحة ضيقة و تحديد حركتها، فاكتشفوا أن هرمون الأدرينالين المفرز في هذه الحالة يحفز نمو الخلايا السرطانية مقارنة بمجموعة أخرى من الفئران لم تعرض لحالات القلق. و من جهة أخرى كتب البروفيسور المختص في الأورام ديفيد خياط في جريدة الجنوب الغربي حول هذا الموضوع حيث قال : " تقلل هرمونات القلق من كفاءة التيلوميرات الموجودة في نهاية كروموزومات الانسان التي تتمثل وظيفتها في مراقبة و إصلاح طفرات الحمض النووي". من هذه التجارب توصل العلماء أن أهم الهرمونات التي يفرزها الجسم في حالات القلق المزمن تحفز الخلايا السرطانية و تسرع من نمو الأورام .
هل يمكن تجنب القلق ؟
لا يمكن تفادي القلق نهائيا لأن الحياة مليئة بالمصاعب و المتاعب، بل يجب تقبل كل الظروف و تعويد النفس على التعايش مع القلق بأقل الأضرار الممكنة، و ذلك بممارسة أمور بسيطة مثل :
- القيام جلسات التأمل و الاسترخاء بعد ساعات العمل و بعد مواجهة يوم مليء بالضغوط بانتظام.
- الحديث مع الأصدقاء عن المشاكل اليومية أو زيارة طبيب نفساني إذا استلزم الأمر.
- المشي في الطبيعة سواء في المدينة أو في الغابة لمدة 20 دقيقة كفيل بخفض نسبة هرمونات القلق.
- ممارسة التنفس العميق أو اليوقا لتفريغ الضغوط.
و بالتالي يستبان أن الانسان المعرض للقلق باستمرار و لا يتحكم في أعصابه و لا ينفس عن نفسه هو عرضة للإصابة بالسرطان.
المصادر:
crtt.net/cancerologie/faq/je-minforme-sur-le-lien-entre-cancer-et-stress
www.pourquoidocteur.fr/Articles/Question-d-actu
www.egora.fr/actus-medicales/cancerologie