القائمة الرئيسية

الصفحات


 

داء التغفيق  

 

 

هو احد اضطرابات النوم ، يجعل الاشخاص يشعرون بالنعاس الشديد خلال النهار ، حيث يجد المصابون صعوبة في البقاء مستيقظاً لفترات زمنية طويلة ويغلبهم النوم فجأة وتسبب هذه الحالة مشاكل خطيرة  

أحيانًا ما يؤدي التغفيق أيضًا إلى فقدان مفاجئ للتوتر العضلي، وهو ما يُعرف بالوَنَى الانفعالي. ويمكن أن يحدث بسبب المشاعر القوية، وخاصةً الضحك.  

 

 

خلال دورة النوم الطبيعية، ندخل في المرحلة المبكرة من النوم ثم المرحلة الأعمق وآخر مرحلة وهي حركة العين السريعة والتي تكون بعد حوالي 90 دقيقة. 

 

لكن من يعاني من الإصابة بالتغفيق، يذهبون إلى المرحلة الأخيرة على الفور تقريبًا في دورة النوم وأحياناً خلال فترة استيقاظهم أيضًا. 

 

هناك نوعان من الإصابة بالتغفيق، وهما المرحلة الأولى والثانية، الأشخاص المصابين بالنوع الأول، قد يعانون من فقدان مفاجئ للتحكم بالعضلات مما يؤدي إلى ارتخاء الفك أو ضعف الذراعين أو الساقين أو الجذع. أما النوع الثاني فلا يحدث هذا مع المصابين. 

 

 

اعراض داء التغفيق  

 

 

قد تتفاقم أعراض التغفيق خلال السنوات القليلة الأولى من الاضطراب، ثم تستمر مدى الحياة. ومنها: 

 

1. فرط النعاس النهاري. ينام الأشخاص المصابون بالتغفيق من دون سابق إنذار؛ في أي مكان وفي أي وقت. قد يحدث ذلك عندما تشعر بالملل أو أثناء أداء مهمة. على سبيل المثال، قد تكون تعمل أو تتحدث إلى أصدقائك وتنام فجأة. ويمكن أن يكون الأمر خطيرًا بشكل خاص إذا نمت أثناء القيادة. قد تنام بضع دقائق فقط أو ما يصل إلى نصف ساعة. وبعد الاستيقاظ، ستشعر غالبًا بالنشاط ولكن سيغلبك النعاس مجددًا. 

 

قد تواجه أيضًا قلة الانتباه والتركيز خلال اليوم. غالبًا يكون النعاس النهاري أول عَرض يظهر. ويسبب الشعور بالنعاس صعوبة التركيز والعمل. 

 

يستمر بعض الأشخاص المصابين بالتغفيق في أداء المهمة عندما ينامون لفترة وجيزة. على سبيل المثال، قد تنام أثناء الكتابة أو الكتابة على لوحة المفاتيح أو القيادة، وقد تواصل أداء تلك المهمة خلال نومك. وعندما تستيقظ، لا يمكنك أن تتذكر ما فعلته، وربما لم تؤدِّ ما كنت تفعله بشكل جيد. 

 

2. الفقدان المفاجئ للتوتر العضلي. تُسمى هذه الحالة الوَنَى الانفعالي. يمكن أن تسبب التلعثم أو ضعفًا كليًا لمعظم العضلات. وقد تستمر الأعراض ما يصل إلى بضع دقائق. 

 

لا يمكن السيطرة على حالة الوَنَى الانفعالي، وتُسببها المشاعر القوية. غالبًا تكون المشاعر التي تسبب الوَنَى الانفعالي إيجابية، فقد يؤدي الضحك أو الحماس إلى ظهور الأعراض. لكن في بعض الأحيان يمكن أن يسبب الخوف أو المفاجأة أو الغضب فقدان التوتر العضلي. على سبيل المثال، عندما تضحك قد يتدلى رأسك من دون سيطرة منك، أو قد تفقد ركبتاك قوتهما فجأة، مما يجعلك تسقط. 

 

يتعرض بعض الأشخاص المصابين بالتغفيق لنوبة واحدة أو اثنتين فقط من الوَنَى الانفعالي في العام، وبعضهم الآخر يتعرض لعدة نوبات في اليوم. ولا يواجه كل الأشخاص المصابين بالتغفيق هذه الأعراض. 

 

3. شلل النوم. غالبًا يواجه الأشخاص المصابون بالتغفيق شلل النوم. خلال شلل النوم، لا يمكنك التحرك أو التحدث أثناء النوم أو عند الاستيقاظ. وعادةً يستغرق الأمر فترة قصيرة، إذ يستمر بضع ثوانٍ أو دقائق، لكن قد تكون تلك الفترة مخيفة. وقد تكون مدركًا لحدوث هذه الحالة وبإمكانك تذكرها فيما بعد. 

 

ليس كل من يتعرض لشلل النوم مصابًا بالتغفيق. 

 

4. الهلوسة . يرى الأشخاص أحيانًا أشياء غير موجودة أثناء شلل النوم. قد تحدث الهلاوس أيضًا عند الاستلقاء على الفراش من دون أن يصاحبها شلل النوم. وتُسمى تلك الهلاوس هلاوس تنويمية إذا حدثت في مرحلة الاستغراق في النوم، وهلاوس ما قبل اليقظة إذا حدثت وقت الاستيقاظ. على سبيل المثال، قد تشعر بأن هناك شخصًا غريبًا في غرفة نومك. قد تكون هذه الهلاوس جليّة ومخيفة لأنك قد لا تكون مستغرقًا في النوم عندما تبدأ في الحلم. 

5. تغيرات في نوم حركة العين السريعة. نوم حركة العين السريعة هو المرحلة التي تحدث فيها معظم الأحلام. عادةً يدخل الأشخاص في مرحلة نوم حركة العين السريعة بعد 60 إلى 90 دقيقة من النوم. لكن غالبًا ينتقل الأشخاص المصابون بالتغفيق إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة بشكل أسرع، إذ يدخلون فيها في غضون 15 دقيقة من النوم. يمكن أن يحدث نوم حركة العين السريعة أيضًا في أي وقت من اليوم. 

 

 

 

 

اسباب داء التغفيق  

 

لا يزال السبب الدقيق للإصابة بالتغفيق غير معروف. المصابون بالنوع الأول من التغفيق تكون مستويات الهيبوكريتين (والمعروفة أيضًا بالأوريكسين) لديهم منخفضة. والهيبوكريتين مادة كيميائية موجودة في الدماغ تساعد على التحكم في البقاء في حال يقظة وعند الدخول في مرحلة نوم حركة العين السريعة.


وتكون نسبة الهيبوكريتين منخفضة لدى الأشخاص المصابين ببالوَنَى الانفعالي. وما زال السبب الرئيسي لفقدان الخلايا المنتجة للهيبوكريتين في الدماغ غير معروف. لكن الخبراء يشتبهون في حدوث ذلك نتيجة تفاعل مناعي ذاتي. يحدث التفاعل المناعي الذاتي عندما يدمر جهاز المناعة خلايا الجسم. 

 

ومن المرجح أيضًا أن الخصائص الوراثية لها دور في الإصابة بالتغفيق. لكن احتمال وراثة الطفل هذا الاضطراب من أحد الوالدين ضئيل جدًا؛ إذ تتراوح النسبة بين 1% و 2% فقط. 

 

وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن بعض حالات التغفيق قد تكون مرتبطة بالإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير. وربما تكون مرتبطة كذلك بنوع معين من لقاح إنفلونزا الخنازير. وكان هذا اللقاح يُستخدم في أوروبا. 

 

 

 

 

المضاعفات 



1. المفاهيم الخاطئة السائدة عن الحالة. يمكن أن يسبب لك التغفيق مشكلات في العمل أو في حياتك الشخصية. وقد يتأثر به أداؤك في الدراسة أو العمل. وقد يرى الآخرون أن الأشخاص المصابين بالتغفيق كسالى أو خاملون. 

2. التأثير على العلاقة العاطفية . يُمكن أن تُسبب المشاعر القوية —كالغضب أو الفرح— تحفيز الوَنَى الانفعالي. وقد يؤدي ذلك إلى انسحاب الأشخاص المصابين بالتغفيق من العلاقات ذات الطبيعة العاطفية. 

3. الأذى الجسدي. قد يُسبب النوم فجأة حدوث إصابة. ويزداد احتمال التعرض لحوادث السيارات عند النوم أثناء القيادة. تزداد أيضًا احتمالات التعرض للإصابة بجروح وحروق عند النوم أثناء الطهي. 

4. السمنة. يزداد احتمال إصابة مرضى داء التغفيق بالسمنة. وأحيانًا تكون زيادة الوزن سريعة بعد بدء أعراض النعاس. 

 

 

 

عوامل تزيد من خطر الاصابة  

 

 

1. العمر. تبدأ هذه الحالة عادةً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و 30 عامًا. 

2. التاريخ المَرَضي للعائلة. يزداد احتمال الإصابة بداء التغفيق من 20 إلى 40 مرةً إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا به. 

 

 

 

 

التشخيص 

قد يشك الطبيب في إصابتك بالتغفيق استنادًا إلى أعراض النعاس المفرط نهارًا وفقدان شد العضلات فجأة، أو ما يُطلق عليه الوَنَى الانفعالي. وقد يُحيلكَ إلى طبيب متخصص في اضطرابات النوم. يتطلب الوصول إلى تشخيص رسمي البقاء ليلة كاملة في مركز لفحوص النوم لإجراء تحليل متعمق للنوم. 

 

ومن المرجح أن يشخص اختصاصي في اضطرابات النوم حالة التغفيق ويحدد شدتها بناءً على ما يلي: 

 

1. تاريخ النوم. يمكن أن يساعد التاريخ المفصل للنوم في التشخيص. ستملأ على الأرجح نموذج مقياس إيبوورث للنوم. ويَستخدم هذا المقياس سلسلة من الأسئلة القصيرة لقياس درجة النعاس لديك. ومن الأسئلة التي ستجيب عنها؛ إلى أي مدى قد تشعر بالنعاس في أوقات معينة، مثل الجلوس بعد الغداء. 

2. سجلات النوم. قد يُطلب منك تسجيل نمط نومك لمدة أسبوع أو اثنين. ويتيح هذا للطبيب مقارنة مدى ارتباط نمط نومك بمستوى شعورك باليقظة. 

 

3. يمكن أن يطلب منك الطبيب أيضًا ارتداء جهاز لمراقبة النشاط، وهو جهاز ترتديه مثل ساعة اليد ويقيس فترات النشاط والراحة، ويقدم قياسًا غير مباشر لكيفية نومك ووقته. 

 

4. دراسة النوم، المعروفة بتخطيط النوم. يقيس هذا الاختبار مجموعة الإشارات المنبعثة أثناء النوم باستخدام أقراص معدنية يُطلق عليها الأقطاب الكهربية توضع على فروة الرأس. ويحتاج إجراء هذا الاختبار إلى قضاء ليلة كاملة في منشأة طبية. ويقيس موجات الدماغ وسرعة القلب ومعدل التنفس. ويسجل كذلك حركات الساق والعين. 

5. الاختبار المتعدد لزمن الوصول للنوم. يقيس هذا الاختبار المدة التي تستغرقها حتى تغفو أثناء النهار. وسيطلب منك الطبيب أخْذ أربع أو خمس غفوات بمركز النوم. ويجب أن تكون المسافة الفاصلة بين كل غفوة وأخرى ساعتين. سيراقب اختصاصيون أنماط نومك. ينام الأشخاص المصابون بداء التغفيق بسهولة ويدخلون بسرعة في مرحلة حركة العين السريعة. 

6. اختبار الجينات والبزل القَطَني، المعروف بالبزل النخاعي. قد يُجرى في بعض الأحيان اختبار جينات لمعرفة ما إذا كنت عُرضة للإصابة بالنوع الأول من داء التغفيق. وفي هذه الحالة، قد يوصي اختصاصي النوم بإجراء بزل قطني للتحقق من مستوى الهيبوكريتين في السائل النخاعي. ولا يُجرى هذا الاختبار إلا في المراكز المتخصصة. 

يمكن أن تساعد هذه الاختبارات أيضًا في استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض التي لديك. فقد يرجع سبب النعاس المفرط أثناء النهار إلى الحرمان من النوم واستخدام الأدوية المهدئة وانقطاع النفس النومي. 

 

 

 

 

العلاج 

لا يوجد علاج لداء التغفيق، ولكن يمكن أن تساعد الأدوية وتغييرات نمط الحياة في السيطرة على أعراضه. 

 

الأدوية



تشمل أدوية التغفيق ما يلي: 

 

1. المنبهات. الأدوية التي تحفز الجهاز العصبي المركزي هي العلاج الأساسي الذي يساعد المصابين بالتغفيق على البقاء مستيقظين أثناء ساعات النهار. قد يوصي طبيبك بتناول مودافينيل (Provigil) أو أرمودافينيل (Nuvigil). وهذه الأدوية لا تُسبب الإدمان مثل المنبهات القديمة. ولا تُسبب أيضًا التقلبات المزاجية التي كانت تسببها المنبهات القديمة. وآثارها الجانبية غير شائعة، لكنها قد تشمل الصداع أو الغثيان أو القلق. 

 

ومن أحدث الأدوية المنبهة المستخدمة لعلاج التغفيق دواء سولريامفيتول (Sunosi) وبيتوليسانت (Wakix). وقد يكون دواء بيتوليسانت مفيدًا أيضًا في حال الوَنَى الانفعالي. 

 

ويحتاج بعض الأشخاص إلى العلاج باستخدام الميثيل فينيدات (Ritalin وConcerta وغيرهما) أو الأمفيتامينات (Adderall XR 10 و Dexedrine وغيرهما). وهي أدوية فعالة، لكنها قد تُسبب الإدمان. وقد تسبب آثارًا جانبية مثل العصبية وسرعة ضربات القلب. 

 

2. مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإيبينيفرين (SNRIs) أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs). تثبط هذه الأدوية النوم في مرحلة حركة العين السريعة. ويصفها الأطباء للمساعدة على تخفيف أعراض الوَنَى الانفعالي والهلاوس وشلل النوم. 

 

وتشمل هذه الأدوية الفينلافاكسين (Effexor XR) والفلوكسيتين (Prozac) والسيرترالين (Zoloft). ويمكن أن تتضمن الآثار الجانبية زيادة الوزن والأرق ومشكلات في الهضم. 

 

3. مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات. يمكن لمضادات الاكتئاب القديمة أن تعالج الوَنَى الانفعالي. لكنها يمكن أن تسبب آثارًا جانبية مثل جفاف الفم والدوار. وتشمل هذه الأدوية بروتريبتيلين وإيميبرامين (Tofranil) وكلوميبرامين (Anafranil). 

أوكسيبات الصوديوم (Xyrem) وأملاح الأوكسيبات (Xywav). تؤدي هذه الأدوية عملها بكفاءة في تخفيف الوَنَى الانفعالي. وتساعد على تحسين النوم ليلاً، والذي يكون سيئًا غالبًا عند الإصابة بالتغفيق. وقد تساعد أيضًا على السيطرة على النعاس أثناء النهار. يكون تناول الأدوية على جرعتين؛ واحدة وقت النوم والأخرى بعدها بما يصل إلى أربع ساعات. 

 

دواء Xywav هو تركيبة أحدث تحتوي على نسبة صوديوم أقل. 

 

يمكن أن تكون لهذه الأدوية آثار جانبية، مثل الغثيان والتبول في الفراش والمشي أثناء النوم. كما يمكن أن يؤدي تناولها مع الأقراص المُنوِّمة الأخرى أو مسكنات الألم المخدرة أو الكحوليات إلى صعوبة في التنفس والغيبوبة والوفاة. 

 

إذا كنت تتناول أدوية لعلاج مشكلات صحية أخرى، فاسأل طبيبك عن كيفية تفاعلها مع أدوية التغفيق. 

 

بعض الأدوية التي يمكنك شراؤها من دون وصفة طبية يمكن أن تسبب النعاس. وتشمل أدوية الحساسية والزكام. وإذا كنت مصابًا بالتغفيق، فقد يُوصي طبيبك بعدم تناول هذه الأدوية. 

 

يدرس الباحثون علاجات أخرى محتملة للتغفيق. وتشمل الأدوية موضع الدراسة الأدوية التي تستهدف نظام الهيبوكريتين الكيميائي. ويدرس الباحثون أيضًا العلاج المناعي. لكن ثمة حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث قبل أن تصبح هذه الأدوية متاحة. 

 

 

 

طريقة التعامل اليومية  

من المهم إجراء تغيرات في نمط الحياة للسيطرة على أعراض التغفيق. قد تستفيد من الأمور التالية: 

 

4. الالتزام بجدول للنوم. التزم بمواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ كل يوم، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع. 

5. الحرص على القيلولة. يمكنك الترتيب لأخذ فترات قيلولة قصيرة في أوقات منتظمة خلال النهار. إذ يمكن أن تجعلك القيلولة لمدة 20 دقيقة نهارًا متيقظًا ونشطًا. وقد تقلل أيضًا من شعورك بالنعاس لمدة ساعة إلى 3 ساعات. لكن قد يحتاج بعض الأشخاص إلى فترات قيلولة أطول. 

6. تجنَّب النيكوتين والكحول. قد يؤدي استخدام هذه المواد، وخاصةً في الليل، إلى تفاقم الأعراض التي تواجهها. 

7. مارس التمارين الرياضية بانتظام. خطط لممارسة تمارين رياضية معتدلة الشدة ومنتظمة بما لا يقل عن 4 أو 5 ساعات قبل وقت النوم. فقد يساعدك ذلك على أن تحظى بنوم أفضل ليلاً وتشعر بنشاط أكثر نهارًا.