القائمة الرئيسية

الصفحات

الصعوبات التعليمية عند الأطفال


 الصعوبات التعلمية و الطفل

الصعوبات التعلمية اصبحت من الامور الشائعة التي انتشرت في مجتمعاتنا العربية و غيرها في الآونة الأخيرة و التي بدورها تشكل عائقا في وجه الأطفال لاتمام عامهم الدراسيّ بنجاح . الصعوبات التعلمية هي اضطراب يحصل لعملية معالجة المعلومات في الدماغ فيصبح الطفل عاجزا عن تعلم مهارة او استخدامها بفاعلية ، و الجدير بالذكر أيضا أن هذه الصعوبات تقسم لعدة أنواع منها ما هو مرتبط بالذاكرة و منها ما هو مرتبط بالسمع أو البصر و منها ما هو مرتبط بالقراءة و الكتابة و المهارات الحسابية . يُصنّف الطفل من قبل الأهل على أنه مشاغبا و كسولاً قبل معرفة العلة و السبب ، فينهالوا على أطفالهم بالكلمات الغير مرغوب فيها و يستخدمون أسلوب الثواب و العقاب معهم لتحفيزهم على الاستقامة دراسيا ، لكن كل هذه الأساليب لا تجدي نفعًا . فالطفل بدوره يعاني من مشكلة خارجة عن ارادته و سيطرته مرتبطة بالدماغ .
اما بالنسبة للأسباب التي تؤدي الى اضطرابات التعلم فهي كثيرة منها التاريخ العائلي من الاصابة و الجينات بالاضافة الى مخاطر الولادة و ما قبلها ( كنقص الاوكسجين ، الاختناق ، النقص الحاد في النمو داخل الرحم ) بالاضافة الى التعرض البيئي الى الكثير من الملوثات و السموم . تظهر عوارض صعوبات التعلم على الطفل في المهارات الحياتية اليومية فهو غالبا لا يتذكر الأماكن التي وضع فيها أغراضه الخاصة، لا يستطيع انجاز المهام اليومية بوقت محدد ، و لا يستطيع انهاء المهام و اكماله . كما و تظهر المشكلة في التحصيل الأكاديمي و العلمي في المدرسة فلا يستطيع الطفل اكتساب المعلومة الدراسية بسرعة كأقرانه و زملائه ، كما انه يحتاج الى اساليب متنوعة و متعددة لفهم المحتوى . منهم من لا يستطيع الحفظ بسهولة ، فيغدو النسيان من السمات الاساسية له و منهم من لا يستطيع تحليل و فهم النص المطروح عليه ، و منهم من لا يمتلك مهارة التركيز و الانتباه مما يجعله دائما في حالة من الشتات .
ان علاج طفل الصعوبات يتطلب الكثير من الجهد و الصبر و الدعم المعنوي و النفسي للطفل . حيث على الاهل تكليف أخصائيات معنيات بإيصال الأفكار الى الطفل بطرق متعددة حسية و جسدية فيفسحون المجال للطفل بالتعلم من خلال اللعب و التركيز على نقاط القوى الكامنة لديه . كما و أن الاستعانة ببعض المراكز الصحية لوضع خطة فردية للطفل يعتبر من الحلول المثلى التي تساعد الطفل على التقدم و التطور .و أخيرا و ليس آخرا قد يحتاج بعض الأطفال الى بعض الأدوية التي يتم وصفها فقط من طبيب نفسي لا غير لمساعدتهم على التركيز و الاستجابة .
في نهاية المقال علينا التركيز على ان أطفال الصعوبات هم اطفال لديهم نقاط ضعف و قوة كغيرهم من اقرانهم ، لكنهم يحتاجون الى مزيد من المجهود و الصبر و العمل لاحراز التقدم المرجو و ذلك بسبب بعض الاضطرابات الدماغية القابلة للحل من خلال الانشطة العلاجية المختلفة .

المصادر
Book: Mayo Clinic Guide to Raising a Healthy Child.