القائمة الرئيسية

الصفحات

خُلِقتُ لأكون طبيبة !!

 

خُلقتُ لأكون طبيبة !!

أقف أمام المرآة صباحاً مُتسائلاً عني ، من أنا و ما الذي يمثلني، و أيُ الطرق تلك التي تجعلني أوصل كل ما بداخلي و أهدي الناس قطعة من روحي بعد كل مقابلة ! يغزوني صوتٌ مجهولٌ في عقلي مجيباً أنتي طبيبة !!!
أن تكون طبيباً ، يعني أن تملك القوة لفتح عضوٍ و الغرق في الدماء بكل قوةٍ و ثقةٍ أنك ما فتحتهُ إلا لتُحييه ، يعني أن تُصلح التربة التي تنمو فيها أرواحُ الأشخاص و تُزهر !! أن تكون السبب في ربيعِ أحدهم بعدما هبت عليه عواصفُ الحياةِ و أذبلهُ المرض ، تُضمدُّ روحاً و تخيطُ أخرى !!
تخيل أن يفقد المريضُ أمله في المواصلة و يفتحُ عيناهُ على بياضٍ ظناً به أنه بالكفن قد اكتُسيَ ، فإذا به يراه بياض مئزرك !!
الطب صعب ، هذا ما تسمعه صباحاً و مساءً، أهناك شيء سهل!! بالطبع لا ، و لأن المثالية كذبة لابد من وجود مشكلاتٍ في كل مكان ، و بدل تجنبها ، علينا أن نختار مشاكلاً من النوع الجيد كما يقول مارك مانسون ، الكُل يعاني ، إذن علينا إختيار ما نريدُ المعاناة فيه ، و يكفي أنك تعرف ماذا تريد ، فالطائر الذي يعرف وجهته خيرٌ من سربٍ ظالٍ للطريق ، و لأن تعيش يوماً من أجل شيء ليس لك كأن تعيش سنةً من أجل لا شئ .
تخيل ساعاتِ نومك التي ضحيتِ بها ، تعبك ، أيامك ، وقتك ، ألن تهون عليك إذا ما رسمت على ثغر مريضك إبتسامةً ، و مسحت من على وجوه أحبائه دموعاً ؟
هناك أمراضٌ تنتقل بالعدوى ، لكنَّ هُناك أمراضاً بالمشاعر تعبُر لمن بقرابةِ القلب يشاركوننا ، و أن تعالجها كونك طبيباً يعني أن تعالج كلّ ما يصلها من هذه القرابة .
الشفاءُ قدرةٌ ربانية، و الأطباء أسبابٌ بأياديٍ مباركة و أرواحٍ صبورةٍ مكافحةٍ ساهمت في الاعتقالِ قبل التوكل .
يكفي أن يزرع الله هدفاً كهذا في قلبك ، لتعرف أنك ذلك الجرمُ السماوي الراسخ في رحم الفضاء و لن يتزحزح مهما لا حظ دوران البقية حوله و بعيدا عنه !!
  أنت لها ، كُن طبيباً و تذكَّر أنه سيحرق كومة القش ،من كان جادا في البحث عن الإبرة ❣

كتابة: آمنة واعر