القائمة الرئيسية

الصفحات


فرط التفكير

تُعانق وسادتك ليلا ، أملا في النوم الهانئ و الاستيقاظ مبكرا لإنجاز ما عليك من مهام في اليوم المقبل ، ثُم يبدأ عقلك بمحاكاة لما مضى و لما هو آتٍ ، تفكر في كلمة سيئة قالها صديقك ، و في صُراخٍ أهانتك به أستاتذتك أمام الصفِ قبل 3 سنوات ، تُفكر في ديكور منزلك المستقبلي ، و في كيفية إستخدامك لنقودك من عمل حلمك الذي لم تحققه بعد ، و هكذا تنام متأخرا أو لا تنام أبدا ، ليس هذا فقط بل يعتريك إسهابٌ مفرط قبل فعل أي شئ من الأشياء ، فترهق ولا تفعلُ أياً منها .

أسباب فرط التفكير

_القلق ،التوتر ، الاضطراب ؛ سواءا من أراءِ المُجتمع ، أو أرائك الشخصية حول نفسك و انتقاداتك لها ، فإن العامل الأول و الأساسي هو كيف نكون متصالحين مع أنفسنا !! كيف نتقبل واقعنا و أخطأنا، كيف نحتوي أنفسنا ،زلاتنا و نشرع ببحث الحلول لها ، ان القلق و التذمر لا يزيد إلا رشةً من الملح إلى طعامكَ الأُجاج .

حلول للتخلص من فرط التفكير

_ لا تسمح للامور أن تأخذ منك أكثر من مساحتها الازمة، إبكي إن جُرحت ، ثم صنف الأشياء التي تحتاج أن تأخذ من وقتك و التي ستجدي نفعا معك ، فكر في الحل الذي سيؤدي بهذا الألم للالتئام، لكن لا تفكر في السبب الذي آذاك ان كنت متأكدا من أنك لست هذا السبب ، و إن لم تكن كذلك ربما تكون ردة فعلٍ لما فعلتهُ مسبقاً ، ستطور من ذاتك إن فكرت في الأشياء التي تُضيف إليك ما كان ناقصا ، أما أن تفكر في دوافع البشر و نواياهم فهنا الوريد الذي يجب أن تقطعه حتى تختنق الفكرة و تصغر حتى تندثر .
_ البقاء في نقطة حيث الماضي و المستقبل ، هذا الفاصل الطفيف الذي يُنسيك كيف تعيش حاضرك ، تذكر دائما أن ما فات إنقضى فلا يتكرر ان كان جيدا ،و لا يعود إن كان سيئا لتصلحه، و أن ماهو قادمٌ علم غيبٍ لا فرصة لنا أمامه ، تقرأ الان و أنت ترى شريطاً من الذكريات أمامك ، علقت فيه ، تأبى العودة ، و تخشى التقدم ، لكن ليس عليك التوقف و لا وضع شروطٍ معقدةٍ لإجتياز الخطوة القادمة ، خمس ثوانٍ كما تقول ميل روبينز تكفيك لإدارة وقتك دون العلق في التفكير ، أي عُدَّ حتى الثانية الخامسة و اشرع بإنجاز ما أخذ تفكيرك آناء اليل و آناء النهار .
كل موجودٍ أوجدتهُ أسباب ، و حاجتنا للتفكير هي التي أكسبتنا طبيعتنا البشرية ، فأن نفكر يعني أننا يقظون، و أن عقلنا يُمارس نشاطه بكل سلاسة ، لكن المشرط يساعد في عمل الطبيب لكنه يستطيع أن يجعلهُ مجرماً ، أي أن من التفكير اجابية تُكسبنا الراحة النفسية و الاطمئنان و السكون ،بينما منها تلك الرديئة التي تنهكنا نفسيا و جسميا فتستهلك طاقتنا و تسلبنا التركيز على ما هو مهم و ماهو غير ذلك ، مما يُعجل علينا مخاطبة عقلنا الباطن لأهمية التخلص منها و إلى الأبد.


كتابة: آمنة واعر