القائمة الرئيسية

الصفحات

 






علاج السرقة عند الأطفال: 

 

إن العلاج الفعال للسرقة والوقاية منها يكون بالبحث الجاد عن الأسباب المؤدية إليها، والتأكد أن حالات السرقة طارئة أو متكررة، والتعرف علطريقة السرقة ووظيفتها، والصفات الشخصية للسارق، ويمكن تلخيص أهم طرق الوقاية والعلاج لهذه الظاهرة فيما يلي: 

 

1.العمل على غرس احترام ملكية الغير عند الطفل، وإشباع حاجاته الذاتية دون تقصير أو إسراف، وتدريبه على احترام الملكية الجماعية معاستخدام أسلوب الثواب والعقاب، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة احترام ملكية الطفل وإشباع ميله إلى التملك. فالأطفال الذين اعتادواالسرقة يحتاجون إلى إشراف مباشر من قبل الآباء والمعلمين بحيث كلما قاموا بالسرقة كان احتمال اكتشاف الحدث غالباً. 

 

2.عند حدوث السرقة من قبل الطفل لا بد من اتخاذ الإجراء الفوري المناسب. فبدلاً من تجاهل الوالدين لما يحدث عند الطفل أو التقليل منشأنه، يمكنهما أن يخصصا وقتاً كافياً لفهم سلوك الطفل هذا ومواجهته وتصحيحه. والطريق في تصحيح ما حدث يكون بالتعويض عن ذلكالشيء إما بإعادته إلى صاحبه أو بدفع مبلغ من المال لشراء بديل عن ذلك الشيء مع الاعتذار. وبالإضافة إلى الطلب من الطفل التعويضعما أخذ أو بإعادته إلى المكان الذي أخذ منه، 

 

وعلى الوالدين مواجهة الطفل لفظياً بعد أن يهدأ بمخاطر هذا السلوك، وأن يفسرا للطفل لماذا يعتبر هذا العمل غير مناسب، ويبينا له أنهما لايقبلان هذا السلوك، ويسميا مثل هذا التصرف سرقة، دون استخدام تعبیرات أخرى. 

 

ولا بد أيضاً من مواجهة الطفل بأن هذا التصرف هو هدر للملكية الخاصة للأخرين، ومن المناسب أن تظهر له أنك تتفهم دوافعه وتنهيالمواجهة من خلال التعبير عن محبتك له وتوقعاتك الإيجابية منه. وفي الحالات التي يشكو منها الآباء والمعلمون بأن الطفل سرق ولكن دونالتأكد من ذلك يمكن في هذه الحال القول: 

 

( س أنا لستُ متأكداً من أنك أخذت نقوداً من ص، ولكن إذا كنت قد فعلت ذلك لأنك شعرت بحاجة حقيقية إليها، وإذا كان بإمكانك إعادتهافسوف أكون فخورة بك، بل أهم من أن أكون فخورة بك وأن تكون أنت فخوراً بنفسك عليك أن تعيش مع نفسك، وتكون سعيداً بذاتك وسوفيكون من الصعب القيام بهذا إذا لم تكن أميناً ومنصفاً للناس الآخرين). وفي الغالب سيعيد الطفل الشيء المسروق بعد عدة أيام بعد مثلهذه المحادثة.

 

3.لا بد من تحديد ما الذي حققه الطفل من خلال السرقة، بدلاً من سؤاله بشكل مباشر لماذا سرقت؟ فالطفل لا تكون لديه إجابة مقبولة؛ ولهذافلا بد من فهم الدوافع الرئيسية الكامنة وراء سرقة الطفل، ولهذا فقد تكون الدوافع وراء ذلك: 

 

• حرمان عاطفي أو عدم النضج و عدم القدرة على تطوير محاكمة أخلاقية

• حب الاستشارة وحب الظهور.

• القدوة من الوالدين أو الزملاء. ولهذا لا بد من العمل على اشباع رغباته الإنفعالية بطريقة ترضيه وترضي المجتمع.

 

4.عدم المبالغة في الاستجابة لسلوك السرقة عند الطفل وضبط الانفعال والتصرف بهدوء وحكمة، فعلى الوالدين أو المعلمين عدم المبالغة فيالغضب عندما يتعاملون مع الطفل السارق وعدم اعتبار السرقة بمثابة فشل شخصي. ويمكن التعبير عن عدم الرضا بطريقة حازمة دونالحاجة إلى الصراخ والانفعال الزائد وجعل الطفل يشعر وكأنه مجرم. 

 

فعندما تصف الطفل بأوصاف سيئة، قد تجعل الطفل مقتنعاً بأنك على حق إلى شعوره بالذنب والعار ويؤدي ذلك إلى إضعاف العلاقةبالطفل. فالاتجاه المناسب هو أن يكون الفرد عقلانياً في مواجهة الطفل السارق، والبحث عن جميع الحقائق والأسباب الكامنة وراء حادثالسرقة. وعدم إذلال الطفل وإهانته، والعمل على تشجيعه على مواجهة المشكلة بصراحة وموضوعية وتفهم. 

 

5. تبصير الطفل بالنتائج الاجتماعية والشخصية التي تترتب على سمعته بين الناس ومستقبله ونجاحه في الحياة مع استخدام التحذيروالإنذار، وتبصير الطفل بقواعد الأخلاق والتقاليد الاجتماعية. 

 

6.عدم تفضيل الأخوة أو التلاميذ على الطفل صاحب المشكلة ووضعه في خبرات عائلية ومدرسية عادلة ومتكافئة الفرص.

 

7.لا بد من تخصيص دخل معتدل للطفل، فقد أكدت الأبحاث أن الطفل الذي يتورط في سرقات صغيرة يميل إلى أن يكون قد نشأ في بيتيتجاهل حاجاته الحالية أو في بيت يقوم فيه الوالدان بإعطائه مقادير كبيرة من النقود. ففي سن المدرسة لا بد من تخصیص مصدر دخلمعتاد و معتدل كمصروف للطفل. 

 

8.ضرورة توافر القدوة الحسنة في سلوك الراشدين وتحديد اتجاهاتهم الإيجابية والسلبية نحو الأمانة والسرقة بكل وضوح لينعكس ذلك على سلوك الأطفال ويقتنعوا ويتمسكوا بها. 

 

9.تعويد الطفل مبكراً على الأخذ والعطاء مع الاحتفاظ بالملكية الخاصة وتنمية شعوره بهذه الملكية ضمن الحدود المعقولة بعيداً عن الجشعوالأنانية. 

 

10. العمل على تغيير أسلوب المعاملة مع الطفل السارق، فالإنسان السعيد لا يسرق قهرياً ولا باستمرار. 

 

ولمعرفة عادة السرقة عند فرد ما يجب أن نسأل: 

 

• ما هي خلفية الفرد؟ 

 

• هل نشا في منزل سعيد؟

 

•  هل يشعر بالذنب من اللعب بأعضائه التناسلية؟ 

 

• لماذا لا يحترم والديه؟ 

 

 

• هل يشعر بأن والديه لا يحبانه؟ 

 

 

المصدر

 

الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.