القائمة الرئيسية

الصفحات



 المشكلات السلوكية عند الأطفال: 

 

يمكن تعريف المشكلات السلوكية Behaviour disorders: على أنها نمط من السلوكيات المخلة أو الهدّامة (المخربة) لدى الأطفال. والتي تستمر عادةً لمدة ستة أشهر على الأقل مسببة مشاكل في المدرسة، والبيت، وفي العديد من المواقف الاجتماعية لدى الطفل وذويه وحتى معلميه في المدرسة. 

 

يظهر جميع الأطفال تقريباً بعض المشكلات السلوكية بشكل طبيعي (غير مَرَضي) في وقت ما، وتكون المشكلة مؤقتة وعابرة وتحلّ تلقائياً. إلا أن اضطرابات السلوك الحقيقية تعد مشكلة هامة وخطيرة يجب التنبّه إليها ومعالجتها. 

 

وتعد المشكلات أو الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال من الأسباب أو المشكلات الأكثر شيوعاً التي يُطلب فيها من الآباء أخذ أطفالهم لتقييم وعلاج الصحة العقلية. كما أن الاضطرابات السلوكية شائعة أيضاً عند البالغين، وأيضاً في حال ترك الاضطراب السلوكي دون علاج في مرحلة الطفولة، فإن هذا الاضطراب يمكن أن يؤثر سلباً على الشخص في المستقبل عند البلوغ، فقد يؤثر على قدرة الشخص على شغل وظيفة، أو قدرته على تكوين علاقات اجتماعية والحفاظ على تلك العلاقات.

 

ومن المشكلات السلوكية الشائعة بين الأطفال، والتي ستناول كلاً منها في مقالة مفصلة، متطرقين إلى الأسباب والعلاج وطرق الوقاية، ما يلي: 

 

• اضطرابات النوم Sleep disorders

• المشكلات المتعلقة بالطعام (التغذية) Eating disorders

• التبول اللا إرادي Urinary Incontinence

• التبرز اللا إرادي Fecal incontinence

• الشعور بالغيرة Jealousy in children

 

طبيعة المشكلات السلوكية عند الأطفال:

 

يعاني الآباء والأمهات في الأسرة، والمعلمون في المدرسة في مختلف المراحل الدراسية من مشكلات يعاني منها الأطفال دون وجود حلول علاجية سليمة لها. 

 

وهذه المشكلات لا يكون لها أسباب عضوية واضحة، وإنما تعتبر مظاهر خارجية لحالات التوتر والصراع النفسي الداخلي الذي يعاني منه الطفل، وتؤدي إلى اختلال جزئي في شخصيته دون أن تفصله عن الواقع، وتبقى شخصية الطفل المشكل مترابطة ومتكاملة وقادرة على الاستبصار في سلوكه إلى حد كبير . 

 

والملاحظ أن الأطفال يمرون بصعوبات سلوكية وانفعالية. وقد أظهرت دراسة النمو في كاليفورنيا (California Growth Study) أن كلاً من الذكور والإناث يعانون في المتوسط من 5- 6 مشکلات في أي وقت خلال مرحلة ما قبل المدرسة وأثناء المدرسة الابتدائية، وتنخفض درجة انتشار هذه المشكلات مع التقدم في العمر بالنسبة إلى أطفال المدرسة. وهذا أن الأطفال في سن 6 - 8 سنوات يفوقون الأطفال الأكبر سناً والذين هم ما بين 9- 12 سنة في عدد المشكلات السلوكية. 

 

كما دلت الدراسة أيضا أن الذكور يفوقون الإناث في ظهور هذه المشكلات. وأن التباين في هذه المشكلات بين الأطفال الوحيدين، والأطفال الذين لهم أشقاء هو تباین قليل جداً (حسب دراسة أجراها شیفر وآخرون،  عام 1989 م). 

 

وقد أثبتت الدراسات أن الجزء الغالب من الأطفال الذين يعانون من مشکلات سلوكية قد فقدوا أمهاتهم قبل سن الخامسة سواء بالوفاة أو الانفصال أو المرض أو أي سبب آخر. 

 

كما أن المشاحنات بين الوالدين وخلافاتهم المستمرة تؤدي بالطفل إلى عدم الإستقرار والأمان. فالأم التي تفشل في زواجها مثلاً تتقرب إلى طفلها بشكل مبالغ فيه ليعوضها عن تعاستها الزوجية، كما تبني معه ارتباطاً وثيقاً يحمي كل انفعالاتها المكبوتة، مما يجعل الطفل دائم الارتباط والالتصاق بأمه حتى بعد نضجه مما يجعله شخصية عاجزة واعتمادية وقابلة للإيحاء. لذلك يجب ألا يقلل الآباء من أهمية المشكلات التي بحاجة إلى أن تواجه وتحل بشكل فعال، أما إذا أهملت فإنها تؤدي إلى مشكلات أكثر خطورة.

 

وأثبتت الدراسات أنه بإمكان الآباء مع قليل من التوجيه من قبل الأخصائيين حل العديد من مشكلات أبنائهم السلوكية بنجاح. ومن الطرق الأكثر نجاحاً في مساعدة الأطفال على حل مشكلاتهم السلوكية ما يلي: 

 

• إعادة ترتيب برنامج الطفل.

• تعزيز السلوك المرغوب.

• طمأنة الطفل وتقديم الدعم له. 

• تجاهل سوء التصرف وعدم الانتباه له إطلاقاً. 

 

وكما ذكرنا في بداية المقال، أننا سوف نتناول في مقالات مفصلة بعض المشكلات السلوكية التي من وجهة نظرنا مهمة بالنسبة إلى الأباء والمعلمين، حيث ستتناول كل مشكلة وأسبابها وأساليب الوقاية والعلاج التي يمكن اتباعها لحل تلك المشكلة والتخلص منها.

 

الأسباب: 

 

يمكن أن يكون للاضطراب السلوكي مجموعة متنوعة من الأسباب. فوفقاً لجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، فأنه يمكن إرجاع السلوك غير الطبيعي المرتبط عادةً بهذه الاضطرابات إلى عوامل بيولوجية وعائلية ومدرسية.

 

قد تشمل الأسباب البيولوجية مايلي:

 

• الإعاقة أو المرض الجسدي.

• سوء التغذية

• ضمور الدماغ

• عوامل وراثية

 

وقد تساهم العوامل الأخرى المتعلقة بالحياة المنزلية للفرد في السلوكيات المرتبطة باضطراب سلوكي، منها:

 

• الطلاق أو غيره من الاضطرابات العاطفية في المنزل.

• إكراه الوالدين.

• أسلوب الانضباط غير الصحي أو غير المتسق.

• موقف سيئ تجاه التعليم أو المعلمين

 

 

علامات الاضرابات السلوكية: 

 

قد يتصرف الشخص المصاب باضطراب سلوكي أو يُظهر اضطراباً عاطفياً بطرق مختلفة، والتي تختلف أيضاً من شخص لآخر.

 

المصدر: 

 

الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.