القائمة الرئيسية

الصفحات


 التبرز اللاإرادي عند الأطفال وأسبابه:

 

يعرف التبرز اللاإرادي على أنه تبرز الطفل في ملابسه بشكل مستمر بعد أن يكون قد تجاوز الثالثة من عمره. ويكثر ظهور هذه الظاهرة ما بين عمر 3 إلى 8 سنوات، وبالرغم من أن التبرز اللاإرادي أقل انتشاراً من التبول اللاإرادي، إلا أنه ليس نادر الحدوث إذ ينتشر بين أطفال سن الثامنة بنسبة 3.2% للذكور و7% للإناث. وهذه النسبة تعادل تقريباً ثلث معدل انتشار التبول اللاإرادي تقريباً. ويتناقص حدوث التبرز اللاإرادي بشكل تلقائي بمعدل 28% سنوياً، ويختفي تماما في سن السادسة عشرة. 

 

لذا فإن التنبؤ بمصير حالة التبرز اللاإرادي على المدى البعيد ممكن، بالرغم من أن الحالة قد تستمر لمدة سنتين أو ثلاث قبل أن تنتهي. 

 

ومن خلال المعالجة يمكن أن تتحسن الحالات خلال بضعة أسابيع، وتختفي بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر. 

 

والتبرز اللاإرادي نادر بين المراهقين وصغار الراشدين باستثناء الأشخاص الذهانيين أو المتخلفين عقلية تخلفاً شديداً. 

 

ويتبرز معظم الأطفال المصابين بهذه العادة بعد عودتهم من المدرسة إلى البيت في فترة ما بعد الظهر، وخاصة خلال فترات التوتر أو الإثارة. والتبرز اللاإرادي نادراً ما يكون نتيجة إخراج الأطفال للبراز بشكل متعمد، بل يكون في معظم الأحيان نتيجة الاحتفاظ بالبراز لمدة طويلة مما يسبب امتلاء الأمعاء وانتفاخها ويجعل الإخراج غير منتظم، وتكون كمية البراز كبيرة وجافة ويكون خروجها مؤلماً. 

 

 

وبشكل عام فإن الأطفال الذين يتبرزون لا إرادياً، لا يعون حاجتهم الطبيعية إلى الإخراج بسبب الإمساك الشديد. كما أن الكثير من الآباء لا يعرفون أن أطفالهم يعانون من الإمساك، وقد يعطى الكثير من هؤلاء الأطفال علاجات ضد الإسهال بسبب تسرب المواد المخاطية والبراز نتيجة امتلاء أمعائهم.

 

والتبرز المستمر يعني أن الطفل لم ينجح أبداً في السيطرة على حركة أمعائه لأي فترة زمنية. أما التبرز المتقطع، فيعني أن الطفل كان قادراً على التحكم إلا أنه فقد هذه القدرة فيما بعد وعاد إلى التبرز. فالتوتر الناتج عن مصدر خارجي مثل بدء الذهاب إلى المدرسة يمكن أن يسبب نکوصاً في قدرة الطفل على السيطرة على حركة أمعائه.

 

وللتبرز اللاإرادي آثار خطيرة على أولئك الذين يعانون منه، فالطفل الذي يتبرز لا إرادياً غالباً ما يتدنى مفهوم الذات لديه بشكل متزايد، وقد يدافع ضد فقدانه احترام الذات وتبني اتجاه (أنا لا يهمني). كما أن العلاقات الاجتماعية للطفل المتبرز لاإرادياً غالباً ما تتأثر بشكل حاد، فقد يصبح الطفل عرضة لسخرية رفاقه. وإذا عدنا إلى مرحلة الطفولة المبكرة فإن الطفل عندما يذهب إلى المرحاض يكون لديه شعور وكأنه يريد أن يتخلى عن شيء خاص به، وأن تفریغ الأمعاء يتخذ صفة الملكية بالإضافة إلى المجهود الذي يبذله حتى يقوم بذلك. لذا فإن هذه المشكلة لا يمكن تجاهلها ولا بد من البحث عن الأسباب الكامنة وراءها، ومن ثم تلمس سبل علاجها. 

 

 

الأسباب

 

1.قد يكون للتوتر الشديد والاضطراب الانفعالي عند الطفل أثر في عدم قدرته على السيطرة على حركة أمعائه. ومن الشائع اعتبار التدريب القاسي على ضبط الإخراج هو السبب. وقد يكون التبرز اللاإرادي تعبيراً عدوانية من قبل الطفل تجاه أمه.

 

2.وقد وجدت دراسات بلان (1999 ) أن عدداً كبيراً من آباء الأطفال المتبرزین لاإرادياً كانوا هم أنفسهم متبرزين لا إرادياً،  مما يؤكد ولو جزئياً وجود عامل وراثي وراء ذلك.

 

3.وهناك أسباب عضوية ناجمة عن الإمساك بسبب انتفاخ الأمعاء بالبراز بشكل مزمن خاصة بعد زوال الأسباب النفسية، حيث تستمر الحالة العضوية عند الطفل؛ لأن القولون السفلي يكون قد أصبح عاطلاً عن العمل حيث يكون قد فقد شكله وقوام عضلاته ولم يعد يستجيب لوجود البراز داخلهفيحث الجسم على التغوط.

 

وأكدت الدراسات أن حوالي ربع الأطفال المصابين بهذه الحالة لديهم مشكلة إمساك مزمن. كما أن إصابة المراكز الخاصة بالحبل الشوكي أو المخ تؤدي إلى التبرز اللاإرادي.

 

 

 

المصدر:

 

الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.