القائمة الرئيسية

الصفحات

 


علاج التأتأة، والوقاية منها:

التأتأة أو اللجلجة:هي عبارة عن اضطرابات كلامية تتجلى على شكل تقلص الكلام مصحوب بتكرار غير مرغوب، ووقفات في مجرى الكلام، وتكون إما على شكل ترددي، أو تشنجي، وتحدث في سنوات بداية التكلم، وقد تستمر حتى مرحلة البلوغ. وتشير الدراسات إلى أن حوالي نصف الأشخاص المصابين بالتأتأة أو اللجلجة هم من الأطفال.

 

الوقاية والعلاج: 

 

هناك عدة طرق يمكن للأخصائي النفسي أو المعالج أو الأبوين اتباعها بعناية مع الأطفال الذين يعانون من التأتأة من أهمها ما يلي: 

 

1.العلاج العضوي - الطبي: 

 

في حالة اضطرابات الكلام الناجمة عن حالات عضوية قد يتطلب ذلك تدخلاً علاجياً جراحياً عصبياً، ويمكن استخدام عقارات طبية تساعد في علاج التأتأة عند الفرد. فالشخص المتلعثم ينطلق من أسوار قلقه، ويتكلم بطلاقة تحت تأثير العقار مما يعزز ثقته بنفسه. 

 

كما أن مراجعة أخصائي أذن وأنف وحنجرة، وكذلك مراجعة أخصائي أسنان ضرورية لمعرفة وجود عائق عضوي أم لا. وقد أثبتت الدراسات أن نسبة عالية من الذين يعانون من التأتأة يعانون من شذوذ في رسم المخ الكهربي، ولذلك فلا مانع من استعمال العقاقير المضادة للصرع. 

 

علاوة على ذلك فإن علاج العيوب الجسمية التي تسبب عيوب النطق كالشفاه المشقوقة، أو تشوه الأسنان، أو خلل الحبال الصوتية، أو علاج اعصاب النطق المرتبطة بمركز الكلام شيء ضروري وهام للتغلب على هذه العيوب. 

 

2.تعليم الأطفال الكلام الصحيح إذا كانوا يتقبلونه باستخدام طرق ملائمة: 

 

وهنا ينبغي ألا يكره الأطفال على تعلم الكلام بالقوة إلا إذا كانوا يقبلونه وعلى استعداد لذلك. ومن المفضل أن يستخدم الوالدان التشجيع وزيادة الدافعية عند الطفل للتعاون بإعطاء بعض المكافآت. ومن المفيد تشجيع الطفل على التباطؤ في أثناء الكلام، والبدء بكل مقطع بهدوء ورفق حتى لا تنغلق صمامات الحنجرة مما يعين الحديث بيسر لديه. 

 

كما ينصح بتشجيع الطفل على التنفس باستخدام عضلات التنفس البطيئة وليس عضلات صدورهم، ولابد من التدريب بشكل متكرر على هذا الإجراء. 

 

كما أن هناك طرق تعتمد على الحديث المتقطع، وهي من أقدم الوسائل في معالجة التوتر، حيث يبين للأطفال كيف يتكلمون بأسلوب إيقاعي باستخدام الموقت الموسيقي (chronometer). 

 

وهذا الأسلوب الإيقاعي، وجعل الطفل يتحدث بشكل يتزايد تدريجياً في مواقف مخيفة أكثر فأكثر هي من الطرق الفعالة، وتفيد مع الأطفال الصغار أكثر من الكبار. وهذه الطريقة مفيدة لكل أنواع التلعثم عدا الحالات الناتجة عن اضطرابات في الحنجرة.

 

كما أن العلاج الكلامي بالتمارين والقراءة بصوت عال، والتكلم أمام المرآة مع وجود مسجل مفيد في التغلب على هذه المشكلة، حيث تكون المقاطع في البداية من حرفين أو ثلاثة، ثم تزداد تدريجياً ويكون ذلك تحت إشراف معالج أو طبيب سيكولوجي.

 

 

3.تنمية شعور الطفل بالكفاءة وخفض القلق والتوتر والضغط لديه: 

 

إن تنمية شعور الطفل بالكفاءة تقي من حدوث التأتأة؛ وذلك باکتشاف أفضل الطرق لمواجهة المواقف الصعبة. فالتأتأة تولد لدى الطفل شعوراً بالاختلاف عن الآخرين وعدم الكفاءة. ومن 

المهم جداً مساعدة الطفل على الشعور بالاسترخاء والإحساس بمهارته الاجتماعية، وبإمكان الوالدين والأقارب مساعدة الطفل بتقديم جو يسوده الاسترخاء حيث يستطيع الطفل الانسجام مع الآخرين دون توتر.

 

 

لذا لا بد من الكشف عن سبب التوتر والعمل على خفضه قدر المستطاع، ومن المفضل تعليم الطفل استخدام أسلوب لعب الأدوار حين التعامل مع الطفل، وذلك عندما لا يشعر الطفل بعدم الكفاءة وعدم القدرة على التصرف. فتكرار هذا الأسلوب في جو خال من القلق والتوتر والضغط يؤدي إلى تخليصه 

تدريجيا من التأتأة.

 

ومن المهم أيضاً تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره واهتمامه عند وقوع أحداث مؤلة، مع تقديم التعاطف والتطمين له.

 

وينبغي أيضاً عدم استعجال الطفل بطيء الكلام، فالصبر والتقبل وخفض التوتر جميعها تساعد على ذلك.

 

ومن اللازم أيضاً عدم تصحيح النطق بجعل الطفل يعيد كلمة أو جملة مرة اخرى، أو الضغط عليه للتحدث أمام الأصدقاء أو الأقارب؛ لأن ذلك يزيد الشعور بالارتباك ويزيد من التأتأة. ولا بد هنا من خفض التوتر لديه عن طريق مارسة نشاطات ممتعة. 

 

ولا بد أيضاً في بعض الحالات من خفض توقعات الوالدين من الطفل، إذ أن بعض الآباء لديهم توقعات علنية أو ضمنيه بأنه يجب أن يتحسن كلام الطفل. 

 

لذا لا بد للوالدين من كبت قلقهم، وتشجيع أبنائهم مما يساعد الطفل على التخلص من التأتأة. فبعض الآباء يتصفون بالكمالية ويظنون أن أداء أطفالهم ينبغي أن يكون أفضل بكثير.

 

4.الدعم والتشجيع والمكافأة: 

 

من الضروري وكخطوة أولى عدم مكافأة التأتأة دون قصد وذلك عن طريق الانتباه للطفل الذي يتلعثم، فأي شكل من أشكال الاهتمام قد يؤدي إلى تقوية التأتأة لدى الطفل. وقد يتجلى الاهتمام بالطفل على شكل انتقاد أو تعاطف أو صرف وقت مع الطفل أو إعطائه امتیازات إضافية. 

 

ومن أجل تخليص الطفل من مشكلة التأتأة لابد من تجاهل المشكلة تماماً، وعدم السخرية من الطفل، واستخدام الأسلوب السلوكي الذي يعتمد على عمليات الإطفاء للمنعكسات الشرطية. ثم استخدام نظام من التعزيز بحيث يحصل الطفل على الثناء عند انقطاعه لفترة قصيرة عن التأتأة. 

 

وإذا تم ترتيب نظام التعزيز بشكل مناسب فإن الطفل سوف يحصل على المكافأة فوراً. وينبغي أن تكون فترات التدريب قصيرة إلى درجة تكفي لضمان عدم وجود تأتأة في أثنائها على أن يزداد طول هذه الفترات كلما قل تكرار التأتأة. لذا فإن الطفل يعزز من سلوكه الإيجابي بالتحدث بسهولة ويسر.

 





المصادر:

الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013