القائمة الرئيسية

الصفحات


 علاج الوسواس القهري: 

 

العلاج الطبي: 

 

يمكن استخدام العلاج الطبي في حالة الوسواس القهري في حالة فشل العلاج النفسي والبيئي. وفي هذه الحالة يمكن تقديم بعض العقارات المضادة للقلق والإكتئاب، والأدوية المطمئنة الكبرى ومثال ذلك: عقار الأنافرانيل، وبعض المهدئات مثل الفاليوم وذلك تحت إشراف طبي دقيق. 

 

 

العلاج النفسي: 

 

يعاني الفرد المصاب بوسواس قهري من صراع وهو بحاجة إلى من يساعده ويأخذ بيده من أجل تركيز انتباهه وتفكيره في موضوع معين، وإلى من يعينه في اتخاذ القرار لإنهاء ما يعانيه من صراع. كما يمكن للمعالج النفسي أن يستثمر قابلية الفرد الوسواسي للإيحاء فيغير الكثير من الانفعالات والاعتقادات لديه.

 

وبما أن السلوك الوسواس القهري يرتبط بالشعور بالأمن أو تجنب القلق، فمن الضروري إعادة إشراط الطفل بحيث لا يبقى السلوك القهري ضرورياً لتجنب القلق. وبعدها يصبح الطفل قادراً على التصرف بدون قهر وطقوس کالية وهو يشعر بالارتياح في الوقت نفسه.

 

فالتحصين التدريجي للأطفال الذين يعانون من عصاب الوسواس القهري يكون مفيداً، حيث يتم تعليم الطفل على الاسترخاء مع تقليل حساسيته تجاه الأشياء المقلقة بتعريضه لتلك الأشياء تدريجياً مبتدئين بأبسط المواقف المقلقة ومنتهين بأعقدها. ويكون ذلك عن طريق الاسترخاء مع تخيل الطفل للمشهد المثير للقلق، مما يجعله أقل حساسية تجاه أداء الطقوس الوسواسية، ويتمكن تدريجياً من  أن يتصرف بحرية. 

 

فبعض الأطفال يشعرون بأن عليهم أن يرتبوا الأشياء بدقة وإلا شعروا بالقلق والانزعاج، وعندما يكون هؤلاء الأطفال مسترخين نطلب منهم أن يتخيلوا بأنهم تركوا غرفهم دون ترتيب، فهم يتصورون أنهم غادروا الغرفة ويتعلمون أن بوسعهم الشعور بقلق بسيط دون أن يسيطر عليهم، وفي كل يوم يمكن تكرار تصور المشهد نفسه حتى يتم تخيل المشهد دون شعور بالقلق، ثم يطلب منهم ترك غرفتهم بدون ترتيب دون أن يكون لديهم أي شعور بالقلق.

 

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يفيد تشتت انتباه الطفل الذي يعاني من وسواس قهري إلى لعبة أو نشاط يصرف انتباهه به عن الإستمرار في السلوك القهري المعتاد. والهدف من ذلك هو أن يقوم الطفل بثني ذاته عن الانشغال في السلوك الوسواس القهري.

كما أن التصحيح الزائد هو شكل من أشكال إعادة الإشراط، ويتمثل في إظهار السلوك المشكل بشكل زائد، فلكي يتم التغلب على العادة غير الضرورية يطلب من الطفل أن يقوم طوعياً بتكرار السلوك القهري، وفي بعض الأحيان قد تستخدم المكافأة أو العقوبة للتأكد من إطاعة الطفل. فعندما يبدأ الأطفال بصف الأشياء أو اللمس أو المحو، يطلب منهم التوقف وأداء تمرینات بأيديهم وأذرعهم لمدة خمس دقائق، مثلاً يمكن أن يرفعوا أذرعهم فوق رؤوسهم ثم يلمسوا أكتافهم، ثم يضعوا أيديهم على وسطهم، ثم يلمسوا أكتافهم، ثم يضعوا أيديهم فوق رؤوسهم ..الخ. 

 

وبعد تكرار ذلك عدة مرات تبدأ العادات القهرية بالضعف في أغلب الأحوال. ومن الطرق المفيدة في علاج السلوك الوسواس القهري: 

 

 

• استخدام الطفل سلوكاً بديلاً عن السلوك القهري تقل فيه الطقوسية تدريجياً بحيث يؤدي إلى التخلص التلقائي من جميع السلوك القهري. ويتم ذلك عن طريق الشرح للطفل وإقناعه بأن ما يقوم به من سلوك قهري ليس ضرورياً، ولا بد من النية الصادقة لاستبداله وعدم إضاعة الوقت بسلوك لا جدوى منه.

 

• عندما يتصرف الطفل القهري بطريقة صحيحة بعيداً عن النمطية يمتدح ويكافأ؛ لأن إعطاء الطفل بعض الامتيازات نتيجة تخليه عن بعض الأفعال الطقوسية أمر فعال. وأن يتم الامتناع عن تشجيع الطقوس المختلفة في حالة ظهورها، وأن يستخدم أسلوب وقف التعزيز حين ظهور السلوك القهري عند الطفل حيث لا يحصل الطفل على المكافأة لفترة معينة وإيقاف السلوك القهري لا بد أن يعمم وألا يقتصر على البيت بل يتم في مواقع أخرى في المدرسة وخارج المنزل. 

 

• ولا بد من تشجيع الطفل التعبير عن مشاعره للوقاية من تطور السلوك الوسواس القهري عنده. فعملية التعبير عن المشاعر عن طريق القيام بنشاط جسمي في أثناء الغضب يشعر الطفل بالارتياح. مثلاً إذا قام الطفل بلكم دمية مطاطية وهو يصيح إنني أكرهك، يمكن أن ينفس عن الطفل ويشعرهبالارتياح.

 

العلاج الاجتماعي: 

 

ينصح الفرد في حالة الإصابة بعصاب الوسواس القهري بتبدیل مكان إقامته أو عمله، خاصة إذا كانت الأفكار أو الأفعال الوسواسية متصلة بالمكان أو بالعمل. وقد يكون هذا التغيير من شأنه أن يساعد في التقليل من آثار الوسواس القهرية. 

 

وفي حالة الأطفال يمكن أن يكون العلاج باللعب أجدى الطرق التي يتم من خلالها التغلب على عصاب الوسواس القهري حيث أن اللعب يفيد في توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية ويقضي على العزلة ويعلم الطفل كيف يتعامل مع الآخرين ويصرف انتباهه عن الفكرة التي تثير عنده هذه الأنواع من العصاب.

 

كما أن العلاج الأسري والعلاج بالترفيه من الطرق الأخرى في العلاج الاجتماعي وتفيد في حالة عصاب الوسواس القهري. 

 

 

المصدر:

 

الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.