ما هو فصام الطفولة Childhood schizophrenia؟
مفهوم فصام الطفولة ومظاهره:
يعتبر فصام الطفولة حالة ذهانية تظهر بعد سن الخامسة، حيث يكون الطفل الفصامي قد عانى من سوء الصحة الجسمية منذ الميلاد، مع شيوع مشكلات التنفس والتمثيل الغذائي والهضم. والطفل الفصامي تضطرب عنده الاتجاهات الزمانية والمكانية، ويكون مشوشاً وقلقاً بسبب البيئة التي يعيش فيها، كما تحدث عنده هلاوس وهذاءات أحياناً، بالإضافة إلى ظهور سلوك حركي غريب عنده قد يتضمن الدوران بالجسم حول محوره، والمشي على أطراف الأصابع (أصابع القدمين)، كما تحدث عنده اضطرابات في النوم، والأكل والإخراج.
فالتفكير المشتت هو السمة المميزة للفصامي، حيث يلاحظ أن معظم الأطفال الذهانيين مصابون بنقص حاد في النمو الإدراكي والعقلي والاجتماعي.
وقد بينت إحدى الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن 31% من فصام الطفولة هو سلوك نكوصي وعلى درجة عالية من التوافق السيء. وأن 18% كشفت عن فشل في تحقيق معدلات النمو الملائم في مرحلة سابقة، و50% من الحالات بدت متخلفة خلال الشهور الأولى من الحياة.
كما أظهرت دراسة أخرى أن 80% من الحالات لم يكن نموها عادياً بالمرة، بينها ظهر أن الباقي قد مر بعامين أو ثلاثة من النمو العادي.
هذا وقد شخصت أغلب حالات الفصام عند الأطفال ما بين 6 و8 سنوات وسن المراهقة.
خصائص الفصام:
ومن أبرز الخصائص لفصام الطفولة، ما يلي:
• النمو اللغوي غير الملائم.
• الكلام الغريب.
• العجز عن التعامل مع المواقف الجديدة.
• نقص في توحد الشخصية.
• الانعزالية.
• الحركات التكرارية.
• السلبية.
• تبلد الإحساس.
• الاضطرابات الحركية.
ويعتبر العالم السويسري يوجين بلویلر أول من أدخل مصطلح الفصام (Schizophrenia) ومعناه الانقسام العقلي، وقسم الأعراض المرضية في الفصام إلى أعراض أساسية (جوهرية) وهي اضطراب التفكير المتميز بتفكك الروابط واضطراب الوجدان، والذاتوية (autism)، وثنائية المشاعر، وأعراض مصاحبة وهي الهلاوس والضلالات.
وبيّن دبلویلر، أن تأثيرات البيئة الخارجية تلعب دوراً رئيسياً في تحديد سلوك المضطرب. وقد أكد ماير Meyer مفهوم بلويلر الأساسي للفصام وضمنه أيضاً تأريخ حياة الفرد، ووجد أنه من الضروري دراسة الفرد منذ بداية حياته، وأن كل العوامل التي قد تسهم في نمو الذهان وتطوره ينبغي تقييمها.
كما وجد مایر، أن الفصام نتاج التأثيرات البيولوجية والنفسية والبيئية المتفاعلة. فالطفل الفصامي لا يشعر بالطمأنينة في طفولته، حيث تتصف علاقته بمن حوله بالقلق الشديد، والعدوان، والانعزال إلى درجة أنه لا يستطيع تكوين علاقات مع والديه أو الأطفال الآخرين. كما أن نظرته إلى ذاته يشوبها الكثير من التشويه، وتكون مؤلمة إذا استمر الفصامي مدركاً لها وعالماً بها.
كما يشعر الفصامي بتهديد الداخلي لا يفارقه، وبأنه مرفوض ومكروه، وشاذ. وهذا الشعور ينشط بدوره الخبرات الداخلية المؤلمة التي كان قد خبرها الفصامي في طفولته.
كما يعاني الفصامي من عدم انسجام بين أفكاره وأفعاله، حيث يمكن له أن يضحك عند وجود خبر محزن، ويبكي ويحزن عند وجود خبر مفرح.
إن الجذور الأساسية للفصام تبدأ في الطفولة، ولكنه لا يظهر عادة إلا في مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ، ومن المحتمل ألا يشفى المصابون بالفصام من هذا المرض إلا في حالات الفصام الاستجابي reactive schizophrenia الذي ينتج عن ضغوط بيئية. كما يبدو على الفصامي ارتباك وتقلب انفعالي بصورة شديدة، وفي هذا النوع من الفصام تبدو فرصة الشفاء كبيرة.
فالفصام ليس إلا مجموعة من الاضطرابات التي تصيب الشخصية، يتميز بالانسحاب من الواقع، ويتفكير مشوش وغير واقعي، وببلادة انفعالية واضحة، وغرابة في السلوك مع حدوث هلاوس وأوهام واضطرابات في الوجدان والشعور، ينتج عن عوامل متفاعلة بيولوجية ونفسية واجتماعية، ويكون من الصعب الشفاء منه غالباً. كما يوصف أيضاً بأنه تخلف في النمو يصيب كل جوانب النضج.
يصيب الفصام كلاً من الذكور والإناث على حد سواء، ويكثر عند آخر الأطفال ميلاداً في الأسرة، وينتشر بين كل الأجناس، ويكثر في المدن الكبيرة المزدحمة وبين الطبقات الاجتماعية الدنيا (الفقيرة) ويزداد ظهوراً في بداية الصيف وفي فصل الخريف.
كما لوحظ أيضاً أن انتشار الفصام يكثر بين الأقارب، فإذا كان أحد الوالدين مصاباً بالفصام فإن نسبة انتشاره بين الأبناء تصل إلى 15%، أما إذا كان كل من الوالدين مصاباً، فإن النسبة تصل إلى 30 - 40%.
أما عن معدل انتشاره بين الناس فيتراوح بين 0.85 - 3%. وفي الولايات المتحدة الأميركية يبلغ نصف من يتم تشخيصهم بالاضطرابات الذهانية بأنهم فصامیون.
تشخيص الفصام:
ولتشخيص مرض الفصام لا بد أن تستمر الصورة المرضية لمدة ستة أشهر، مع ظهور:
• الهلاوس والهذاءات.
• فقدان الانسجام بين الأفكار.
• فقر محتوى الكلام
• التفكير غير الواقعي
• السلوك المضطرب
• انهيار مستوى الأداء الوظيفي للشخص
• الانسحاب
• السلوك الغريب
• اهمال الشخص لنظافته
• التبلد العاطفي
• نقص المبادرة والاهتمامات
المصدر:
الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.