القائمة الرئيسية

الصفحات

 


لقاح المكورات الرئوية عديد السكاريد:

 

يتألف لقاح المكورات الرئوية عديد السكاريد pneumococcal polysaccharide vaccine من مستحضرات منقاة لعديدات السكاريد المحفظية للمكورات الرئوية. 

 

تم ترخيص العمل بأول لقاح مكورات رئوية عديدسكاريد في الولايات المتحدة في عام 1977. وقد احتوى على مستضدات عديدات السكاريد المحفظية من 14 نمطاً مختلفاً من جراثيم المكورات 

الرئوية. 

 

وفي عام 1983 تم ترخيص لقاح عديد السكاريد ذي التكافؤ 23 valent) PPV23-23 polysaccharide vaccine)، وحل محل اللقاح ذي التكافؤ 14 الذي لم يعد ينتج بعدئذ. يحتوي لقاح PPV23 مستضدات عديدات السكاريد المحفظية من 23 نمطاً من جراثيم المكورات الرئوية (التي تسبب 88٪ من مرض تجرثم الدم بالمكورات الرئوية). بالإضافة لذلك يحدث تفاعل متصالب مع العديد من الأنماط المحفظية التي تشكل نسبة إضافية تعادل 8% من مرض تجرثم الدم.

 

إن اللقاح عديد السكاريد المتوفر حالياً في الولايات المتحدة هو لقاح 23 Pneumovax الذي تنتجه شركة Merck. وهو يحتوي على 25 مكغ من كل مستضد في الجرعة الواحدة، كما يحتوي أيضاً على الفينول 0.25٪ كمادة حافظة. يتوفر اللقاح على شكل فلاكونات تحوي جرعة واحدة أو 5 جرعات أو على شكل محقنة (syringe) تحوي جرعة واحدة. يعطى لقاح المكورات الرئوية عن طريق الحقن العضلي أو تحت الجلد. 

 

 

استمناع اللقاح وفعاليته:

 

إن أكثر من 80% من البالغين الأصحاء الذين تلقوا لقاح PPV23 يطورون أضداداً ضد الأنماط المصلية الموجودة في اللقاح خلال 2 - 3 أسابيع من التلقيح. وقد لا تحدث استجابة جيدة عند كبار السن والأشخاص المصابين ببعض الأمراض المزمنة أو بنقص المناعة. بصورة عامة تكون الاستجابة الضدية لأغلب الأنماط المصلية عند الأطفال دون عمر السنتين ضعيفة. تستمر مستويات الأضداد المرتفعة لمدة 5 سنوات على الأقل عند البالغين الأصحاء، لكنها تنخفض بشكل أسرع عند الأشخاص المصابين ببعض الأمراض المستبطنة. 

 

أشارت الدراسات التي أجريت لمعرفة فعالية لقاح PPV23 إلى تقديرات مختلفة للفعالية السريرية، وبصورة عامة تبلغ فعالية اللقاح في الوقاية من المرض الغازي حوالي 60% - 70٪. ويبدو أن اللقاح أقل فعالية في الوقاية من ذات الرئة بالمكورات الرئوية التي لا تترافق بتجرثم دم. كذلك قد يكون اللقاح أقل فعالية في الوقاية من أخماج المكورات الرئوية عند بعض المجموعات خاصة مجموعة الأشخاص المصابين بأمراض مستبطنة هامة.

 

ورغم أن اللقاح قد لا يكون فعالاً عند بعض الأشخاص خاصة أولئك الذين لا يملكون مقاومة طبيعية ضد الأخماج، فإنه لا يزال يوصى به عند مثل هؤلاء الأشخاص نظراً لكونهم ذوي خطورة عالية لتطوير مرض شديد. 

 

لم تشر الدراسات التي أجريت للمقارنة بين نماذج حمل المكورات الرئوية قبل التلقيح ب PPV23 وبعده إلى تناقص سريري هام في معدلات الحمل عند الملقحين. إضافة لذلك لم يلاحظ تغير في توزع الجراثيم التي لها نفس نمط جراثيم اللقاح و الجراثيم التي لها نمط مختلف کنتيجة للتلقيح.

 

جدول التلقيح والاستعمال:

 

يجب استخدام لقاح المكورات الرئوية عديد السكاريد بشكل روتيني عند كل البالغين الذين أعمارهم 65 سنة أو أكثر. كما يستطب اللقاح أيضاً عند الأشخاص بعمر السنتين فما فوق المصابين بأمراض مزمنة مع سلامة جهازهم المناعي، وتشمل هذه الحالات الأمراض القلبية الوعائية والأمراض الرئوية والسكري والكحولية والتشمع cirrhosis وحالات تسرب leaksالسائل الدماغي الشوكي.

 

كذلك يجب تلقيح الأشخاص ناقصي المناعة الذين أعمارهم سنتان أو أكثر المعرضين لخطورة عالية للإصابة بمرض المكورات الرئوية أو باختلاطاته. وتشمل هذه المجموعة الأشخاص المصابين بخلل في وظيفة الطحال أو بغياب الطحال (سواء بسبب مرضي أم نتيجة للاستئصال الجراحي) أو مرض هودجكن أو اللمفوما أو الورم النقوي العديد multiple myeloma أو الفشل الكلوي المزمن أو المتلازمة الكلوية nephritic syndrome (نمط من المرض الكلوي) أو بعض الحالات مثل زرع الأعضاء المترافق مع كبت مناعي. 

 

كذلك يجب تلقيح الأشخاص المكبوتين مناعياً بسبب المعالجة الكيماوية أو المعالجة بجرعات كبيرة من الكورتيكوستيروئيدات (14 يوماً)، كما يجب تلقيح الأشخاص الذين أعمارهم سنتان أو أكثر المصابين بخمج HIV سواء أكان عرضياً أم غير عرضي.

 

يجب أن يؤخذ التلقيح بلقاح المكورات الرئوية بعين الاعتبار عند الأشخاص الذين يعيشون في بيئات خاصة أو مرافق اجتماعية تعرضهم لزيادة خطر مرض المكورات الرئوية أو اختلاطاته مثل بعض السكان الأمريكيين الأصليين. 

 

يجب إعطاء اللقاح قبل أسبوعين على الأقل من العمل الجراحي إذا ما تقرر إجراء استئصال طحال انتخابي. وإذا لم يكن التلقيح قبل العمل الجراحي ممكناً، فيجب إعطاء اللقاح في أسرع وقت ممكن بعد الجراحة. وبشكل مشابه يجب أن تكون الفترة الفاصلة بين التلقيح وبدء المعالجة الكيماوية للسرطان أو غيرها من المعالجات المثبطة للمناعة أسبوعين أيضاً. 

 

يجب على مزودي اللقاح عدم تأجيل التلقيح في حال غياب سجل التمنيع أو غياب السجل الصحي الكامل، حيث يمكن أخذ قصة شفهية من المريض لمعرفة حالته التلقيحية. وتجدر الإشارة إلى ضرورة تلقيح الأشخاص الذين تكون حالتهم التلقيحية مجهولة أو غير مؤكدة. 

 

إن المجموعات المستهدفة بالتلقيح بلقاح الرئويات عديد السکارید ولقاح الإنفلونزا متداخلة مع بعضها، ويجب أن يعطى هذان اللقاحان (إذا كان ذلك مستطباً) في نفس الوقت لكن بمكانين مختلفين.

 

إعادة التلقيح:

 

تنخفض مستويات الأضداد الناجمة عن التلقيح بلقاح PPV23 بعد 5 - 10 سنوات، ويكون انخفاضها عند بعض المجموعات أسرع من المجموعات الأخرى. لكن رغم ذلك فإن العلاقة بين عيار الأضداد والتحصين ضد المرض الغازي غير مؤكدة (أي أن المستوى الأعلى من الأضداد لا يعني بالضرورة تحصيناً أفضل). لذلك فإن المقدرة على تحديد الحاجة لإعادة التلقيح اعتماداً على الاختبارات المصلية فقط تكون محدودة. بالإضافة إلى ذلك فإن لقاحات المكورات الرئوية عديدات السكاريدات المتوفرة حالياً تحرض استجابة تائية مستقلة T - independent، وهي لا تؤدي إلى زيادة معززة boost بعبارات الأضداد. لا تشير المعطيات المتوفرة لحدوث زيادة حقيقية بالتحصين عند أغلب الأشخاص الذين أعيد تلقيحهم. ونظراً لافتقاد الدليل على تحسن التحصين بإعطاء جرعات متعددة من لقاح المكورات الرئوية، فلا يوصي بإعادة التلقيح بشكل روتيني للأشخاص المؤهلين مناعياً الذين تلقحوا سابقاً باللقاح عديد السكاريد ذي التكافو 23. ورغم ذلك يوصي بإعادة تلقيح الأشخاص بعمر السنتين فما فوق المعرضين لخطورة عالية جداً للإصابة بخمج خطير بالمكورات الرئوية وكذلك الأشخاص الذين يرجح أن يحدث لديهم انخفاض سريع بمستويات أضداد المكورات الرئوية. 

 

يوصى عند إعادة تلقيح الأشخاص ذوي الخطورة العالية بإعطاء جرعة واحدة فقط من PPV23. يجب إعطاء الجرعة الثانية بعد مضي 5 سنوات أو أكثر على الجرعة الأولى. ويمكن أن يؤخذ بالاعتبار إعادة التلقيح بعد مضي 3 سنوات على الجرعة السابقة عند الأطفال المعرضين لخطورة عالية جداً للإصابة بخمج شديد بالمكورات الرئوية والذين ستكون أعمارهم عند إعادة تلقيحهم 10 سنوات أو أقل، ومن ضمنهم الأطفال الذين تلقوا لقاح PCV7

 

يشمل الأشخاص ذووا الخطورة العالية جداً كل الأشخاص بعمر السنتين فما فوق المصابين بانعدام الطحال الوظيفي أو التشريحي (مثل مرض الخلية المنجلية أو استئصال الطحال)، خمج HIV، ابيضاض الدم، اللمفوما، مرض هودجكن، الورم النقوي العديد، الخباثة المعممة، الفشل الكلوي المزمن، المتلازمة الكلائية، بقية الحالات التي تترافق مع الكبت المناعي (زرع الأعضاء أو زرع نقي العظم)، والأشخاص الذين يتلقون معالجة كيماوية كابتة للمناعة - بما فيها الكورتيكوستيروئيدات طويلة الأمد -. يجب أن يتلقى الأشخاص الذين أعمارهم 65 سنة أو أكثر الجرعة الثانية من لقاح المكورات الرئوية في حال كانوا قد تلقوا اللقاح قبل أكثر من 5 سنوات وكانت أعمارهم أقل من 65 سنة عند إعطاء الجرعة الأولى. 

 

 

المصدر: 

 

المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. محمد أحمد نوح، دار القدس للعلوم، الطبعة الأولى 2005.