القائمة الرئيسية

الصفحات

السعال الديكي:  




السعال الديكي أو  الشاهوق Whooping cough or pertussis هو مرض خمجي حاد تسببه جرثومة البورديتيلة Bordetella Pertusis. أول وصف لجائحات السعال الديكي كان في القرن السادس عشر، بينما عزلت الجرثومة المسببة له في العام 1906.

 

كان السعال الديكي في القرن العشرين أحد أكثر أمراض الطفولة شيوعاً، ومن أكثر أسباب وفيات الأطفال في الولايات المتحدة. وقد سجل قبل توفر لقاح السعال الديكي في أربعينيات القرن العشرين أكثر من 200000 حالة وفاة بسبب السعال الديكي سنوياً. لكن مع انتشار استعمال اللقاح تراجع حدوث السعال الديكي بأكثر من 98% حتى وصل وسطي الحالات إلى 4400 حالة في عام 1980.

 

يشكل السعال الديكي المشكلة الصحية الكبرى عند أطفال الدول النامية، حيث قدر عدد الوفيات الناجمة عن المرض في عام 2001 بـ 285000 وفاة. 

 

 

البورديتيلة الشاهوقية:

 

البورديتيلة الشاهوقية: هي عصية هوائية صغيرة سلبية الغرام، وهي مرهفة، وتتطلب وسائط خاصة للعزل. 

 

تنتج البورديتيلة الشاهوقية عدة منتجات فعالة حيوياً ومستضدياً. وهذه المنتجات هي المسؤولة عن المظاهر السريرية للسعال الديكي، وتؤدي الاستجابة المناعية لواحد أو أكثر من هذه المنتجات لمناعة ضد المرض السريري لاحقاً. وقد اقترحت إحدى الدراسات الحديثة أن المناعة النتاجة عن خمج البورديتيلة الشاهوقية قد لا تكون دائمة.

 

الإمراض:
 

إن السعال الديكي مرض متواسط بالذيفان بشكل رئيس. حيث ترتبط الجرثومة بالأهداب التنفسية. وتنتج ذيفانات تشل هذه الأهداب، وتسبب التهاب الطرق التنفسية، وبالتالي تؤثر على تصفية المفرزات الرئوية. ويبدو أن مستضدات السعال الديكي تسمح للجرثومة بتجنب دفاعات المضيف، وبالرغم من من زيادة عدد الخلايا اللمفاوية، إلا أن الانجذاب الكيمياوي يفشل. كان من المعتقد حتى فترة قريبة أن البورديتيلة الشاهوقية لا تغزو النسج، لكن دراسة حديثة أظهرت وجود الجراثيم في البالعات السنخية.

 

فترة الحضانة:

 

تبلغ فترة حضانة السعال الديكي 7-10 أيام بشكل عام، ويمكن أن يتراوح مداها بين 4-21 يوماً، ونادراً ما يتعدى 42 يوماً. 

 

 

الأعراض السريرية:

 

يقسم السير السريري للمرض إلى ثلاث مراحل: 

 

 

 

1.المرحلة الأولى: هي المرحلة النزلية، وتتميز بالبدء المفاجىء للزكام (السيلان الأنفي)، والعطاس، الحمى الخفيفة، وأحياناً سعال خفيف، وتشبه الأعراض في هذه المرحلة أعراض الزكام، يشتد السعال تدريجياً. وبعد أسبوع أو أسبوعين تبدأ المرحلة الثانية. 

 

 

2.المرحلة الثانية: هي المرحلة الانتيابية، وعادة ما يشتبه بتشخيص السعال الديكي خلال هذه الفترة. تتميز هذه المرحلة بحدوث هبات أو نبات عديدة وسريعة من السعال سببها على ما يبدو صعوبة طرد المخاط الثخين من الشجرة الرغامية القصبية. يرافق الجهد الشهيقي الطويل في نهاية النوبة عادة شهقة مميزة عالية اللحن. وقد يصبح المريض خلال هذه الهجمة مزرقاً. يكون الأطفال ولاسيما صغار الرضع مريضين بشدة مع وجود ضائقة عندهم. وعموماً يتلو نهاية النوبة حدوث إقياء وإنهاك. ويكون المريض عادة طبيعياً بين الهجمات. 

 

أكثر ما تحدث الهجمات الانتيابية أثناء الليل، وبمعدل 15 هجمة في اليوم وسطياً. يزداد حدوث الهجمات خلال الأسبوع الأول أو الثاني من هذه المرحلة، وتبقى بنفس المستوى لمدة 2-3 أسابيع، ثم تتناقص تدريجياً. تدوم المرحلة الانتيابية عادة 1-6 أسابيع، ولكن قد تستمر لأكثر من 10 أسابيع. قد لا يملك الرضع دون عمر 6 أشهر القدرة على إحداث الشهقة لكن يحدث لديهم السعال الانتيابي. 

 

 

 

3.المرحلة الثالثة: هي مرحلة النقاهة، حيث يحدث فيها الشفاء تدريجياً. ويتناقص السعال الانتيابي ليختفي خلال 2-3 أسابيع. ومع ذلك كثيراً ما تعاود الهجمات الانتيابية مع الأخماج التنفسية اللاحقة لشهور عديدة بعد بداية السعال الديكي. تكون الحمى خفيفة بشكل عام خلال سير السعال الديكي.

 

يصاب الأشخاص الكبار (المراهقون والبالغون) وأولئك المحصنون جزئياً [[لقاح|باللقاح]] [[البورديتيلة الشاهوقية|بالبورديتيلة الشاهوقية]]، لكن غالباً ما تكون الإصابة خفيفة. قد يتظاهر [[السعال الديكي]] عند هؤلاء الأشخاص ب[[سعال]] مستمر (أكثر من 7 أيام) وقد لا يكون بالإمكان تمييزه عن الأخماج التنفسية العلوية الأخرى. أما الشهقة الشهيقية فغير شائعة. تشكل [[البورديتيلة الشاهوقية]] عند الأشخاص الكبار ما يزيد عن 7% من أمراض السعال في السنة. 

 

على الرغم من أن المرض قد يكون خفيفاً عند الأشخاص الكبار فإن المصابين قد ينقلون المرض لبقية الأشخاص المستعدين ويشمل ذلك الرضع غير الممنعين أو غير مكتملي التمنيع. وكثيراً ما يشكل البالغون الحالات الأولى للإصابة عند وجود عدة حالات سعال ديكي ضمن الأسرة.

 

المضاعفات:

 

إن صغار الرضع هم الأعلى خطورة للإصابة بمرض السعال الديكي ومضاعفاته. وتشكل ذات الرئة الجرثومية الثانوية أشيع المضاعفات وأكثر أسباب الوفيات الناتجة عن السعال الديكي. تشير المعطيات التي توفرت خلال الفترة ما بين 1997 - 2000 إلى أن ذات الرئة حدثت بنسبة 2-5% من كل حالات السعال الديكي المسجلة وبنسبة 11.8% من الحالات عند الرضع دون عمر 6 أشهر. 

 

قد تحدث اختلاطات عصبية مثل الاختلاجات والاعتلال الدماغي encephalopathy نتيجة النقص الأكسجة (نقص تزويد الدماغ بالأوكسجين) الناجم عن السعال أو ربما عن الذيفان. تكون الاختلاطات العصبية أكثر شيوعاً عند الرضع. سجل خلال الفترة ما بين 1997 - 2000 حدوث الاختلاجات والاعتلال الدماغي بنسبة 8.0٪ و 1.0٪ من كل الحالات بالترتيب وبنسبة 4,1 و 2, %0 من الحالات عند الرضع دون عمر 6 أشهر . 

 

 

تتضمن اختلاطات السعال الديكي الأخرى الأقل خطورة، التهاب الأذن الوسطى، ونقص الشهية، والجفاف. أما الاختلاطات الناجمة عن تأثيرات الضغط في النوب الشديدة فتتضمن استرواح الصدر pneumothoraxوالرعاف والورم الدموي تحت الجافية والفتوق وتدلي المستقيم. احتاجت 20٪ من حالات السعال الديكي المسجلة خلال الفترة ما بين 1997 - 2000 إلى القبول في المشافي وشكلت نسبة الرضع تحت عمر 6 أشهر 63٪ من كل الحالات. وخلال هذه السنوات الأربع

حدثت 62 حالة وفاة بسبب السعال الديكي (معدل إماتة الحالات 2.0٪)، وقد حدثت 56 حالة منها (90 %) عند الرضع دون عمر 6 أشهر. 

 

 

المصدر:

 

المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. محمد أحمد نوح، دار القدس للعلوم، الطبعة الأولى 2005.