القائمة الرئيسية

الصفحات



 إدمان المقامرة

اضطراب القمار أو القمار القهري٫ يتلخص بكونه رغبة ملحة بالمقامرة وتكون هذه الرغبة خارجة عن السيطرة بالرغم من كمية الخسائر التي تسببها في حياة الشخص إلا أنها تبقى موجودة و بشدة.

ويقصد بالمقامرة؛ أن يكون الشخص مستعداً للتخلي عن شيء قيم أو لتقبل خسارة ما لأجل وجود أمل أو احتمالية للحصول على شيءٍ آخر أكثر قيمة.

قد يقوم القمار بتحفيز نظام المكافأة الخاص بالدماغ كما تفعل المخدرات و الكحوليات٫ مما يؤدي للإصابة بالإدمان. و يعد القمار القهري مشكلة خطيرة يمكنها تدمير حياة الشخص وتعريضه لخسائر لا يمكنه تحملها جراء المراهنات المتكررة٫ مما قد يسبب الإفلاس وتزايد الديون أو حتى القيام بالخداع و السرقة للاستجابة لهذا الإدمان والاستمرار بالمقامرة. ويشكل علاج القمار تحدياً ليس بالسهل ولكن ليس مستحيلاً أيضا٫ حيث أن العديد من الأشخاص المدمنين للمقامرة٫ تمكنوا من الاستفادة من برامج علاجية مختصة وفعالة.

ما هي أعراض القمار القهري؟

- أن يكون الشخص دائم الانشغال بالتخطيط للقمار ومتطلباته مثل كيفية جمع المزيد من الأموال لاستعمالها بالمقامرة.

- سلوكيات وأفكار شغوفة كتلك التي تجعل الشخص في حاجة لاستخدام مبلغ كبير في المقامرة وبالتالي الشعور بالمتعة والإثارة.

- محاولات عقيمة لترك للمقامرة أو الحد من الرغبة تجاهها أو السيطرة عليها ولكن دون فائدة.

- الإحساس بالضيق أو الاهتياج كردة فعل عند التفكير أو السعي للتوقف عن المقامرة.

- أن يكون القمار هو الملاذ والملجأ للهرب من الاكتئاب أو الذنب وغيرها من المشاعر والمشاكل.

- استخدام الكذب بإفراط مع الآخرين وخصوصاً٫ أفراد الأسرة لأجل إخفاء مدى التعلق والهوس بالمقامرة.

- تكرير السلوك الذي تسبب بالضرر كمحاولة تعويض الخسائر بالمقامرة مجدداً.

- تعريض العلاقات والصلات لمخاطر أو حتى فقدانها.

- أن يسلك الشخص طريق الاحتيال والنهب والسرقة فقط ليتمكن من تأمين أموال المقامرة.

- خسارة للمال بسبب المقامرة ينتج عنها طلب المساعدة المالية من الآخرين بشدة و إلحاح.

يختلف المصاب باضطراب القمار عن من يمارسونه بشكل معتدل أو يتوقفون عند حدٍ أو خسارة معينة٫ حيث أنه يعاني من رغبة قهرية؛ حادة ويشعر كما لو أنه مجبرٌ على الاستمرار باللعب ويهدف لاستعادة أمواله بهذه الطريقة٫ ومع الوقت يتحول هذا النمط السلوكي لمدمر للذات والحياة.

ليس بالضرورة أن يكون المدمن على المقامرة قلقاً على الدوم٫ فأحيانا يخيم الشعور بالهدوء على المصاب في فترات شح المقامرة أو انعدامها حتى٫ ولكن هذه السكينة لا تدوم ما لم يتم الحصول على العلاج.

ما هي أسباب الإصابة بإدمان المقامرة؟

لم يتم التوصل لأسباب محددة ينتج عنها القمار القهري أو معاناة الشخص من مشاكل القمار وإدمانه٫ ولكن وكالعديد من الاضطرابات النفسية والسلوكيات الغير طبيعية٫ وبالرغم من أن معظم لاعبي الورق أو المقامرين لا يعانون من الإدمان٫ قد يصاب الشخص بداء المقامرة بسبب ما لديه من ظروف أو عوامل بيئية أو بيولوجية أو وراثية والتي يمكنها جعله أكثر عرضة للمخاطر٫ وتتضمن هذه الحالات ما يلي:

- أن يكون المصاب بداء القمار القهري مصاباً أيضا باضطرابات عقلية أخرى.

- انتشار المقامرة بين اليافعين٫ حيث أن ممارستها بسن مبكرة يزيد من نسبة خطورة إدمانها مستقبلاً.

- بالرغم من كون اضطراب المقامرة أكثر شيوعاً لدى الذكور٫ إلا أن معظم الإناث يمارسون القمار في مرحلة متأخرة من العمر ولكن إدمانه يكون أسرع٫ كما تكاد معدلات المقامرة بين النوعين أن تصبح متشابهة.

- تزداد فرصة حدوث حالة القمار القهري لدى الذين يتواجد في حياتهم صديق أو شخص ما لديه قمار قهري٫ حيث أنه قد يؤثر عليهم ويجذبهم للوقوع بهذا الإدمان.

- تناول بعض أنواع العقاقير الدوائية قد ينشأ عنه ادمان للمقامرة لدى البعض كعرض جانبي.

- التحلي بروح المنافسة وغيرها من الصفات الفطرية الحماسية أو سمات الشخصية كالاندفاع أو القلق٫ يزيد من احتمالية إدمان المقامرة.

القمار القهري يمكنه التسبب بمضاعفات خطيرة مثل التعرض لاضطرابات العلاقات٫ الإفلاس٫ دخول السجن٫ فقدان الوظيفة وتدهور الحالة الصحية وحتى الانتحار. فإذا ما شعرت أنك عالق وسط هذه الدوامة من الرغبات الخارجة عن السيطرة وكنت مستعداً للتخلي عن أي شيء لأجل المقامرة٫ حاول طلب المساعدة وطرح أفكارك على المختصين ولا تتردد في زيارة الطبيب أو الاتصال بمسؤولي الرعاية واحصل على العناية التي تحتاجها لتحد من الخسائر وتنقذ نفسك وحياتك.

المصدر