حماية عقول أطفالنا
مقدمة
قد يظن البعض حين نتحدث
عن خطر الهواتف الذكية والأجهزة الالكترونية على الأطفال أن الحديث فيه نوع من
المبالغة, ولكن أظهرت العديد من الدراسات وجود مخاطر كبيرة لاستخدام الأطفال
للهواتف الذكية, دعونا نلقي نظرة عليها.
كيف يقضي الأطفال أوقاتهم على الهواتف الذكية؟
تقول الأستاذة (ملك عواد - مدربة برامج تربوية) : وفقًا لسؤال
وجّهتهُ لطلاب الصف التاسع وعددهم مايقارب 45 طالبًا وأعمارهم مابينَ 14و 15 عامًا
عمّا إذا كانوا يمتلكونَ هواتف ذكية؟
أفادَ جميعهم بامتلاكهم لها في المنزل، وتتجاوز ساعات الجلوس
عليها لأكثر من أربع ساعات بينما أفاد البعض الآخر لأكثر من ست ساعات، وأنها ترافقهم
إلى غرف النوم !
وردًّا على سؤال آخَر عما إذا صدفَ أن شاهدوا أو أنهم يشاهدونَ
مشاهد إباحية؟
- أجابَ 40 منهم أنهم يشاهدون ذلك، بالإضافة إلى الألعاب
الإلكترونية.
هذا يعطينا مؤشر خطر وخطر جدًّا على مستقبل هؤلاء الطلبة.
ووفقًا لتقارير Common Sense Media لعام 2011،2017 فإن الأطفال حتى سن 8 سنوات يقضونَ في المتوسط ساعتين و19
دقيقة كل يوم على وسائط الشاشة مقارنة بعام 2011 فإنهم
كانوا يقضونَ 1ساعة و 55 دقيقة. ([1])
مخاطر استخدام الهواتف الذكية
1- الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يغير من أدمغة الأطفال:
تظهر النتائج الأولية من دراسة أجراها المعهد الوطني للصحة
بالولايات المتحدة الأمريكية أن التصوير بالرنين
المغناطيسي أظهر اختلافات كبيرة في أدمغة الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية والأجهزة
اللوحية وألعاب الفيديو أكثر من سبع ساعات في اليوم, ووجدوا أن قشرة دماغ الأطفال الذين
يقضون الكثير من الوقت على الشاشات رقيقة, هذه القشرة هي الطبقة الخارجية من الدماغ
التي تعالج المعلومات التي تستقبلها من الحواس الخمسة. ([2])
2- الأطفال أمام الشاشات
يكونون أكثر عرضة للسمنة:
قالت نارولا أخصائية أمراض القلب لـ CBS : "نعتقد
أن الأطفال أمام الشاشة يبدأون بالوجبات الخفيفة" إنهم لا ينتبهون إلى القرائن
التي قد تخبرهم أنهم قد شبعوا وعليهم التوقف عن الاستمرار في تناول الطعام".
يتعرض الأطفال أيضًا
لإعلانات الأطعمة غير الصحية أثناء وجودهم على أجهزتهم، بالإضافة إلى ذلك يمكن أيضًا
للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات أن يعيق قدرتهم على النوم، وقد يساهم قلة النوم في
خطر السمنة.([3])
3- الهواتف الذكية
تقلل التركيز وتضعف المستوى الدراسي :
أظهرت النتائج الأولية لدراسة تاريخية حول نمو الدماغ من
قبل المعهد الوطني للصحة أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا ينظرون إلى
الشاشة حصلوا على درجات أقل في اختبارات التفكير واللغة.
وتشير أيضا الأبحاث من جامعة تكساس إلى أن مجرد وجود هاتفك
الذكي يقلل من القدرة الإدراكية وقدرة الدماغ على الاختبار.
و أظهرت إحدى الدراسات أن استخدام الهواتف الذكية في الفصول
الدراسية يمكن أن يخفض درجة الطالب, ووجدت دراسة أخرى أن الأطفال الذين يحضرون المدارس
مع حظر الهواتف الذكية كان أداؤهم أفضل في الاختبارات. ([4])
4- الهواتف الذكية
تسبب الإدمان :
يظهر بحث جديد أن الاعتماد على الهاتف الذكي قد ينتج عنه
بعض الاستجابات الدماغية التي تسبب الإدمان مثل إدمان الكحول والمخدرات والمقامرة,
وتعمل صناعة التكنولوجيا عن قصد على تصميم تطبيقات الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي
ليستخدمها الأشخاص لفترات طويلة لأن هذه هي الطريقة التي يجنون بها أموالهم.
مع هذه المخاطر الكثيرة
قد يتسائل البعض حول الوقت المسموح لاستخدام الأطفال للهواتف الذكية
فما هو الوقت المسموح لاستخدام الأطفال للأجهزة الذكية؟
عدد الساعات المسموح بها للأطفال للجلوس أمام الشاشات بناءً
على توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال:
- عدم تجاوز الأطفال
الذين تتراوح أعمارهم من ٢ إلى ٥ سنوات عن
ساعة واحدة في اليوم، مع وجود حدود ثابتة للأطفال الأكبر سنًّا فيما يتعلّق بمقدار
الوقت والمكان الذي يحصلون فيه على وقت الشاشة.
- قصر استخدام وسائط
الشاشة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهر على الدردشة المرئية فقط، بالنسبة للأطفال
الأكبر سنًّا ينصح الآباء باختيار محتوى عالي الجودة و مشاهدته مع أطفالهم لمساعدتهم
على فهم ما يشاهدون.
- إن استخدام وسائط
الشاشة لا يجب أن يتداخل مع نوم الأطفال وممارسة التمارين الرياضية.
- تحث المنظمة الآباء
على ضمان قضاء أطفالهم أوقاتًا خالية من وسائل الإعلام مع الأسرة وتخصيص مناطق في المنزل
كمناطق خالية من وسائل الإعلام. ([5])
وختاما فإن من اللازم على كل
أب وأم أن يهتموا بالصحة العقلية والنفسية لأطفالهم وأن يملئوا أوقات أطفالهم
بالأنشطة الصحية بدلا من تركهم أمام الهواتف والأجهزة الذكية.