القائمة الرئيسية

الصفحات


 المرض القلبي الوظيفي I: (اعتلال العضلة القلبية التوسعي)

 

 

تنجم معظم حالات التهاب العضلة القلبية في الدول المتقدمة عن الخمج الفيروسي للعضلة القلبية، وتعتبر الفيروسات المعوية (فيروس كوكساكي Bوفيروس الإيكو) هي الفيروسات المسيطرة. ومن غير الواضح إذا كانت الأذية القلبية الناجمة عن التهاب العضلة القلبية الفيروسي ناجمـة عـن الـغـزو الفيروسي المباشر أو عن استجابة ضدية مناعية ذاتية. 

 

 

تختلف التظاهرات حسب درجة إصابة العضلة القلبية، فقد يكون المرضى لا عرضيين إذا كانت أذية العضلة القلبية خفيفة. وقد يتم التشخيص فقط بوجود تبدلات الموجـة T والقطعة ST على الـ ECG المجرى لسبب آخر، في حين تتظاهر أذية العضلة القلبية الشديدة بقصور القلب الاحتقاني الصاعق واضطرابات النظم. تشمل الأعراض الشائعة الحمى والزلة التنفسية والتعب والألم الصـدري (الناجم عادة عن التهاب التامور الثانوي). أما العلامات فتشمل تسرع القلب ووجـود دليـل علـى قصـور القلب الاحتقاني والخبب البطيني S3. يظهر الـ ECG غالباً انخفاض القطعة ST وانقلاب الموجة T ونقص الفولتاج، وقد توجد أيضاً اضطرابات النظم وعيوب النقل. تتنوع موجودات صـورة الصـدر مـن الضخامة القلبية الخفيفة إلى الضخامة الواضحة. يظهر تخطيط الصدى القلبي (الإيكو) بطينـات متوسعة و / أو سيئة الوظيفـة. ومـن الشـائـع حـدوث الانصباب التاموري. يـجـب استقصاء السـبب الفيروسي عن طريق الزروع الفيروسية وتفاعل سلسلة البولي ميراز (الـ PCR) من الحلق والبراز والدم والسائل التاموري إذا وجد. قد تستطب خزعة الشغاف والعضلة القلبية في حالات معينة لإثبـات 

التشخيص. 

 

تكون معالجة المرضى المصابين بالتهاب العضلة القلبية الفيروسي داعمة للمحافظة على الإرواء ونقل الأكسجين. تعالج اضطرابات النظم البطينية وشذوذات النقل وقصور القلب الاحتقاني حسب الحاجة. يعطى الغلوبولين المناعي وريدياً و / أو الستيرويدات القشرية للإقلال من الأذية الإضافية للعضلة القلبية. يرتبط إنذار المرضى المصابين بالتهاب العضلة القلبية مباشرة بمدى امتداد الأذية العضلية القلبية. 

 

 

يتميز اعتلال العضلة القلبية التوسعي أو الاحتقاني بخلل وظيفة العضلة القلبية والتوسع البطيني. يفترض أن السبب في الحالات مجهولة السبب Idiopathic (هـي الأشيع) هـو هـجمـة سابقـة غـير مشخصة من التهاب العضلة القلبية. قد يكون اعتلال العضلة القلبية التوسعي ناجماً أيضاً عـن مـرض عضلي عصبي (مثل الحثل العضلي لدوشين) أو عن سمية دوائية (الأنثراسيكلينات).

 

التظاهرات السريرية: 
 

تتعلق الأعراض والعلامات بقصور القلب الاحتقاني والوذمة الرئوية الناجمين. تشمل الأعراض الزلة التنفسية والزلة الاضطجاعية والزلـة التنفسية الليلية الانتيابيـة Paroxysmal Nocturnal Dyspnea. يظهر الفحص القلبي نظم خبب S3 وكثيراً ما تسمع نفخة تتوافق مع قصـور التاجي. ومع ترقي قصور القلب الأيمن قد يلاحظ وذمة معتمدة (مسايرة للجاذبية) Dependent Edema، ورفعة البطين الأيمن والنبض المتناقض (الاختلاف في سعة النبض من ضربة لضربة). يكون القلب متضخماً على صورة الصدر ويترافق غالباً مع وذمة رئويـة، يظهر الـ ECG اتساع مركبـات QRS وتبـدلات إقفارية لا نوعية في الموجة T والقطعة ST. يتم تقييم الوظيفة البطينية بواسطة تخطيـط الصـدى القلبي.

 

 

تشمل المعالجة الأولية تحديد السوائل والمدرات (لإنقاص الحمل القلبي) والأدوية المقوية لتقلص القلب Inotropic Agents والموسعات الوعائية (لتحسين قلوصية العضلة القلبية وإنقاص الحمـل البعدي على البطين الضعيف) ومضادات التخثر (للوقاية مـن تشـكل الخثرات)، ويحتفظ بالأدوية المضادة لاضطرابات النظم لمعالجة اضطرابات النظم البطينية المميتة المحتملة. قد يكون زرع القلب ضرورياً إذا فشلت المعالجة الدوائية. 

 

اعتلال العضلة القلبية الضخامي HYPERTROPHIC CARDIOMYOPATHY يعـرف أيضـاً بـالتضيق تحـت الأبهري الضخامي مجهول السبب. وهـو اضـطـراب يصبـح فـيـه الحاجز البطيني سميكاً لدرجة هامة مما يؤدي إلى انسداد مخرج البطين الأيسر. تكون الوظيفـة الانبساطية في البطين الأيسر المتسمك المتصلب ضعيفـة لكـن الوظيفة الانقباضيـة مـحـافظ عليها. تؤدي الحركة الشاذة للدسام التاجي إلى قصور التاجي، الوراثة سائدة مع نفوذية Penetrance غير تامة. 

 

 

 

 

المصدر: 

 

مبادئ طب الأطفال (بلوبرنت)، د. عماد زوكار، دار القدس للعلوم، الطبعة العربية الأولى 2005.