الطفل و التنمريتعرض الأطفال لاسيما في الأماكن العامة و المدرسة الى التنمر و قد يتعرض بعض الأطفال الى التنمر من قبل الأهل أيضًا . التنمر هو عبارة عن العدائية اللفظية و السخرية من الطفل بشكل لاذع ، حيث يقوم مجموعة من الناس بتهديد و مضايقة ضحية يعتبرونه غير قادر عن الدفاع عن نفسه . و قد يطال التنمر جوانب و خصال عديدة في الحياة ، فمنهم من يتنمر على الشكل الخارجي للطفل و منهم من يتنمر على الوضع المادي للطفل او حتى الإعاقة الجسدية ، أو لون البشرة و العرق أو الإضطراب التعليمي الذي يعاني منه الطفل .
و الجدير بالذكر ان للتنمر اشكالا متعددة ، فهنالك تنمر البدني و الذي هو عبارة عن الضرب و الركل للطفل الذي يسبب له اذية جسدية و هنالك ايضا تنمر لفظي ، و هذا النوع هو عبارة عن السخرية و التنابذ بالألقاب و ابداء تعليقات جنسية غير لائقة . و هناك ايضا التنمر النفسي على الطفل و الذي يعتمد على نشر اشاعات عن الطفل غير صحيحة تعمل على احراجه في محيطه و اضعاف ثقته بنفسه . و هناك تيضا التنمر الإلكتروني الذي يتم عبر ابتزاز الضحية لاسيما المراهقين من خلال تهديدهم عبر رسائل نصية او فيديوهات متنوعة .
على الأهل دائما متابعة الأطفال و متابعة مشاعرهم أيضا و خوض الأحاديث معهم بشكل دائم و ذلك كي يكونوا على معرفة بالأحداث التي تواجه الطفل في الخارج لاعطاء الدعم اللازم لهم . من ابرز ما يجب على الاهل تقديمه للطفل في حال تعرضه للتنمر هو الاستراتيجية الصحيحة للتعامل مع المتنمر . فعلى الأهل توصية الطفل أن يقوم بالابتعاد عن البيئة المتنمرة و رد الأذى عنه بطريقة لائقة و احاطته بمجموعة من البالغين و الراشدين الذين يقومون بدعمه نفسيا و جسديا لتعزيز ثقته بنفسه . كما و على الأهل مشاركة تجربة طفلهم مع طفل آخر قد تعرض للتنمر و ذلك لجعل الطفل يكتسب مهارات من الآخرين الذين قد تعرضوا لنفس المواقف . قد يكون تدخل الاهل بشكل مباشر ضروري في بعض الاحيان لاسيما اذا كان المتنمر لا يرتدع عن فعلته .
في حال الضرر البالغ على نفسية الطفل ، يجب اصطحاب الطفل من قبل الاهل الى معالجة نفسية تقوم بمساعدته و تقديم الدعم المعنوي اللازم .
كونوا اصدقاءا لأطفالكم كي تعرفوا نقاط ضعفهم و قوتهم ، كي تعرفوا تفاصيل يومهم ، كي تعرفوا معاناتهم التي قد يعيشوها لفترة زمنية معينة .
المصادر العلمية : كتاب التنمر و الطفل ص ١٤٠