المثالية كذبة !!
بعد الاعتماد على المشيمة التي أمدتك بمختلف أنواع الاحتياجات من أكسجين و مواد غذائية عن طريق الحبل السري لتواصل النجاة في رحم والدتك لمدة تسعة أشهر ، تخرج للحياة بصراخٍ يُصاحبه دموع لا أحد يدري إن كانت بسبب الحزن أو الفرح ، و هنا تبدأ رحلتك مع الحياة ، و تتعلم الوقوف ثم الهرولة ثم الجري .صحيحٌ أن علينا إحترام جهود الناس و ساعاتهم المبذولة في خلق الصورة التي جعلونا نرى العالم من خلالها ، لكن من الخطأ أن نجعلهم الرياح التي تأخذ بشراعِ سفينتنا ، رُبما نعتبرهم البوصلة التى نقتفيها لنصل للمكان الصحيح ..وليس المثالي !! أي أن نتبع خبرتهم بدل البدأ من الصفر .
الإنسان يساوي الخطأ ، مسلّمةٌ لا بد من الانطلاق منها للوصول ، فبلوغ درجات الكمال الخالص تعني مقارنة نفسك بما حققه سابقوك ، يعني الطمع و الطمع و عدم الشبع ، يعني عدم القناعة ، من الجيد أن تبقي شهيتك مفتوحة للمزيد ، لكن من السئ أن تكون شرهاً ، لانك ستبدأ بتناول ما يصلح وما لا يصلح و ربما بتناول نفسك فتنحصر مع الذين يريدون النموذجية ناسين أن لهم من الاشباه أربعين على وجه هذا الكوكب .
عش على سجيتك ، تعلم و اسقي عقلك بما يرويه ، نم، كل ، و أعبد و غذي جسمك بما يغنيه و يشتيه ، أرسم هدفاً و صلْ إليه ، فخيارنا الوحيد هو الحياة ، أما الموت أمرٌ مسلم فيه، كن عاديا، فأن تكون كذلك بين كل الاستثنائين يعنى انك الاستثنائ الوحيد ..
صدقني المثالية كذبة !!
صدقني كلما عُرف العلم
للناس إزداد جهلهم ، فقد كان دالتون الرجل الفريد الذي اكتشف الذرة و كونها أصغر
الوحدات البنائية إلى أن فنى و جاء طومسون الذي لا مثيل له بالالكترونات ،و
استنادا على هفواته و نسيانه يقوم رذفورد بإكتشاف النواة و بور بعده لتبيان حركة
هذه الالكترونات حول النواة .. ثم ماذا بعد ؟ هل سنتوقف هنا ؟ أم إن العالم ملئٌ
بالاُناس الذين لا يملكون النظائر ثم تتضح أفكارهم أنها تلك النقاط التي تحتاج
إلى حروفٍ حتى تُفهم أكثر و أكثر !!!
إنسانٌ عادي كبقية البشر ، لكن
الوسط الخارجي يبدأ في وسم بعض المعتقدات في أذهاننا، لاتباع مسارهم لا
مسارنا!! و يتم تعليمنا على أن نكون إستثنائين، مثاليين ، لا أحد يشبهنا ،
فل نكن صريحين .. فوجود الاف الاستثنائيين ينفي المعنى بحد ذاته !! لا يجب
أن تخطئ ولا تفشل و كن اكثر النسخ البشرية انفراداً ثم إنقراضاً !!
كتابة: آمنة واعر