القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا يُسبب الحزن المرض ؟ بينما تكسبنا السعادة صحة جيدة ؟

لماذا يُسبب الحزن المرض ؟ بينما تكسبنا السعادة صحة جيدة ؟

خسارة صحتك هو الأمر الكبير الذي علينا الخوف منه ، أما إكتسابها فلا يُكلفك شيئا ، كأن تستيقظ لتشرب ماء على معدة فارغة و تروي عطش خلاياك الغارقة في حموضة السوائل لتحليل ما تناولته أمس، و يتعدل توازن جهازك اللمفاوي ، وتزداد طاقة الجسم فتشعر بحيوية لاغتنام فرصة اليوم الجديد ، و بعد ليلتك الطويلة و نومك لساعات كافية و يكون جسمك مستعدا للمكافحة معك فمناعته الدفاعية تعززت فيساعد في تقليل النوبات و ارتفاع الدم ، ثم إنك لا تمانع في أن تذهب لعملك ماشيا لرفع معدل ضربات قلبك فترتفع معنوياتك تلقائيا و كأن هناك علاقة طردية بين الاثنين......
ثُم إن للعوامل النفسية علاقة وطيدة بالسلامة الجسمية و الصحية ، فأن تكتأب يعني أن تتجزأ روحك ، تنام و لا تستيقظ أو يصيبك الأرق فتسهر تُحاكي النجوم ، فلا تستطيع حمل دلوٍ من الماء من شدة إرهاقك و أنت تحمل نهر الماء الوهمي فوق كتفيك ، أو تتوقف عن الاكل و تُسد شهيتك و حتى العكس أي انك تبلع كل ما يُصادفك دون توقف ، فيصاحب الأولى إضطرابات عقلية ، و الثانية خمولاً بدنيا ، و الأخيرة مشاكل معدية ، و لا ننسى ما يُصاحب الصدر من آلامٍ و القلب من أعباء ، و كأنك تُخاصم نفسك التي لم تقبل بهدنة الصلح و الوقوف من جديد ، صراعاتٌ داخليةٌ تسقطُ فيها أعضائك كالضحايا ، أي أن الحزن لا يكف عن كونه اكتئاباً أو قلقاً بقدر ما يُصنف في الطب مرضاً و يجب وضعه في عين الاعتبار .
وعلى النظير من ذلك فإن السعادة لا تنحصر كونها شعوراً فقط ، بل لها معلوماتٌ تُمثلها تُستنسخ و تترجم ثم تتخصص، لهرمونات تُدعى بالسعادة!! و التي تتدخل في مستويات عدة تُثبت العلاقة الوطيدة بين النفس و الجسم ، فممارسة الرياضة تحفز واحدا من هذه الأخيرة و يُدعى بالاندروفين ، أما الدوبامين فواحدٌ يتعلق بطموحنا و حماسنا لتحقيق أهدافنا ، لدينا أيضا هرمون السيروتينون الذي يساعد في التخلص على الاكتئاب و يزيد الشعور باالانتساب و عدم الوحدة ، أما الاوكسيتوسين الذي يُحفزه الحضن الدافئ و العناق .
كلٌ مُترابطٌ بشكلٍ إعجازي و مبهر ، يجعلنا نشعر بالخجل من أن نمس هذا التناسق الرهيب في هذا الكون العجيب ، أي أن علينا التفكير في الأسباب قبل الغرق في النتائج .

كتابة: آمنة واعر