الاستجابات الهستيرية عند الأطفال: الأسباب والعلاج
ماهي الهستريا؟ وما هي مظاهرها؟ وما هي الأسباب التي تجعل الأطفال الصغار يظهرون حالات هستيرية؟ وكيف يكون علاج من يعاني من استجابات هستيرية؟ وهل من طرق وأساليب تربية معينة يسلكها الآباء تقي أطفالهم من الهستريا؟ في هذا المقال سنجيب عن كل ما قد يخطر ببال الأهل ويقلقهم حول الاستجابات الهستيرية عند الأطفال، ومظاهرها، وأسبابها الممكنة، وطرق علاجها، والوقاية منها.
مفهوم الهستيريا ومظاهرها:
الهستيريا Hysteria هي حالة عصابية تظهر فيها الأعراض الجسمية دون أن يكون لها سبب عضوي محدد. كما تعبر الهستيريا عن فقدان لاإرادي للوظيفة أو الفعالية أو اضطراب فيها.
مظاهر الهستريا: Features Of Hysteria
يتميز الهستيري بأنه يبدأ وينتهي في مواقف انفعالية مشحونة، وترمز إلى صراع نفسي يمكن تعديله عن طريق الإيحاء.
ولكن في كثير من الأحيان، فإن مظاهر الهستيريا الخاصة بحالة ما لا تتضمن أعراضاً جسمية خاصة، كما في حالة الشلل، وإنما خصائص شخصية عامة تتعلق بالهستيريا مثل:
• سرعة التهيج Irritability
• القابلية للاستهواء Temptation
• الميل نحو الانفجارات الانفعالية Emotional Outbrusts
درست الهستيريا بصورة منتظمة أولا من قبل العالم شاركو Charcot، أما فرويد فقد أعرب عن يقينه بأن الأعراض الهستيرية (التحولية) تتضمن صدمات أو أنواع من الصراع ذات الشحنات الانفعالية تعرضت للكبت ثم تحولت إلى أعراض جسمية تكون بمثابة متنفس أو مخرج .
والاستجابة التحولية في جوهرها ليست إلا حيلة أو میکانزم لحماية الذات، حيث أن الأعراض تعين في صورتها المباشرة على استبعاد التوترات والألم المضني. فهي وسيلة لحل الصراع النفسي من غير أن يتأثر احترام الفرد لذاته.
أما من حيث القوى النفسية المتفاعلة، فإن الهستيريا والاضطرابات العصابية الأخرى ينظر إليها كمظاهر صريحة للقلق والصراع. ويؤدي استبصار الفرد بدوافعه إلى سلوك أكثر توافقاً.
هذا من بين الاستجابات الهستيرية التي نلاحظها عند الأطفال حالات الشلل Paralysis والارتعاش Tremor، والعمى، وفقدان الحساسية Anesthesia واللازمة العصبية Tic.
وقد عرف عن الفرد الذي يعاني من الهستيريا أنه لا يكترث لعجزه أو مرضه الجسمي مهما بلغت خطورته. والأعراض الهستيرية كثيراً ما تختفي حين يكون المريض نائياً، أو تحت تأثير التنويم المغناطيسي، وكان ذلك الجزء ذا العلاقة من الجسم قد تحلل في حالة النوم أو التنويم المغناطيسي من مشقة تمثيل الصراع الجوهري عند المريض.
أسباب الهستريا عند الأطفال: Causes Of Hysteria In Children
• يرى بروير وفرويد منذ عام 1895 أن الهستيريا تنجم عن صراع كامن أو مكبوت.
• تعتبر الهستيريا مظاهر صريحة للقلق الذي يكون موجودا عند الأطفال.
• العوامل الثقافية والاجتماعية التي يعيش في إطارها الفرد.
علاج الهستريا، وطرق وقاية الطفل منها: Treatment And Prevention Of Hysteria
وفي حالة الاضطرابات الهستيرية عند الأطفال لا بد للآباء أن يكونوا على بصيرة بأنفسهم، حيث أن تحسن مفهوم الآباء وفهمهم لأنفسهم يؤدي إلى تعامل فعال ومؤثر بالنسبة إلى سلوك أبنائهم المضطرب.
وهناك عدة طرق علاجية للتخلص من الاستجابات الهستيرية عند الأطفال من ضمنها:
العلاج بالتحليل النفسي: Analytic Therapy
يتم تشجيع المريض بالتحدث عن مشكلاته التي يعاني منها (التنفيس)، ثم عن طريق التداعي الحر. كما يمكن أن يستخدم التنويم المغناطيسي بغرض الوصول إلى الصدمات التي وقعت للمريض في الماضي وأدت إلى حالة الاستجابة الهستيرية.
العلاج السلوكي: Behaviour Therapy
يتم علاج حالات الهستيريا عن طريق الإشراط الإجرائي باستخدام الإثابة في تدعيم الاستجابات الناجحة، وعلى الآثار الحسنة المترتبة على الاستحسان الاجتماعي للمريض مع تقدمه في العلاج.
ويميز جوزف وولب بين نوعين من الهستيريا: نوع من الهستيريا يتصف بدرجة عالية من القلق، والنوع الثاني يتصف بدرجة منخفضة من القلق. فالذين يتصفون بدرجة عالية من القلق استجابوا جيداً للعلاج السلوكي، أما المرضى ذوو القلق المنخفض فقد استجابوا بوسائل أخرى مثل: التنفيس الانفعالي والتنويم المغناطيسي.
المصدر:
الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.