القائمة الرئيسية

الصفحات



 علاج الاكتئاب عند الأطفال:

 

يعرف الاكتئاب على أنه شعور بالحزن والغم مصحوب غالباً بانخفاض في الفاعلية. وهناك من يوصف الاكتئاب على أنه اضطراب عاطفي يتمظهر بأعراض نفسية وبدنية سريرية، تعكس مزاج المريض ومعاناته. وتتداخل في هذا الاضطراب عوامل بيئية وثقافية، وبيوكيميائية وراثية، وتركيب شخصية في حدوثه. 

 

في حين يرى البعض الآخر أن الاكتئاب يصف خبرة ذاتية وجدانية تسمى حالة مزاجية أو إنفعالية، والتي قد تكون عرضاً دالاً على اضطراب جسمي أو عقلي أو اجتماعي، وكلمة Syndrome مركبة من أعراض معرفية ونزوعية (إرادية) وسلوكية وفيزيولوجية، بالإضافة إلى الخبرة الوجدانية. 

 

وهناك أيضاً من يعرف الإكتئاب على أنه حالة انفعالية تتضمن: 

 

تغير محدود في المزاج، مثل مشاعر الحزن، والوحدة، واللامبالاة بحيث تكون مفهوماً سالباً عن الذات وتحقيرها ولومها، ورغبات في عقاب الذات، مع الرغبة في الحروب والاختفاء والموت، وتغيرات في النشاط مثل: صعوبة النوم، وصعوبة الأكل، وتغيرات في مستوى النشاط، مثل: نقص أو زيادة في النشاط.

 

ولا يجب الاستهانة بالاكتئاب والاستخفاف به، فالاكتئاب البسيط قد يتطور إلى أعراض اكتئابية كبرى، وربما ينتهي الأمر بالمكتأب إلى الانتحار! لذا يجب معالجة الاكتئاب وأخذه على محمل الجد، بالإضافة تعلم طرق وقاية الطفل من الاكتئاب. وتتلخص طرق علاج الاكتئاب والوقاية منه ما يلي:

 

 

العمل على تقوية مفهوم الذات عند الطفل:
 

من خلال الاتصال مع الآخرين. فبعض الأطفال يتعلقون بأمهاتهم بشكل شديد إلى درجة أنهم يرفضون كل من سواها. ولهذا يجب أن يتعلم الطفل التواصل مع كبار آخرين غير الوالدين حيث أن فقدان الاستحسان والتقبل يصبح أقل تهديداً عندما تتوافر للطفل مصادر متعددة من الاستحسان والتقبل. 

 

كما أن تنويع المهارات التي يمكن للطفل أن يقوم بها يعزز ثقته بنفسه ويقوي مفهومه الإيجابي عن ذاته بشعوره بأنه كفوء في مجالات متعددة. فالأفراد الذين لا يشعرون بالعجز لا ينزلقون إلى اليأس والاكتئاب، فالشعور بالقدرة على مواجهة المشكلات والرضا عن الذات كفيل بالوقاية من الاكتئاب.

السماح للطفل بالتعبير عن انفعالاته: 

 

إن شعور الطفل بأن الآخرين يتقبلونه ويهتمون به، من خلال سماحهم له بالتعبير عما يشعر به من انفعالات الغضب، وأن يتقبلونها ويناقشونها معه بشكل واقعي يساعد الطفل على التخلص من مشاعر الضيق والحزن والاكتئاب ويجعله يقيم تواصلاً فعالاً مع الكبار في جو يتسم بالاهتمام والقبول والتقبل. 

 

 

ضرورة ابتعاد الوالدين عن الحزن والاكتئاب: 

 

فمن المعروف أن الطفل يقلد والديه من خلال ما يشاهده عندهما من سلوكيات ومشاعر حزين واكتئاب أو تفاؤل وسرور. فالآباء الذين يركزون في حديثهم على الحزن والمآسي والمشكلات في الحياة يتصرف أطفالهم بالأسلوب نفسه. والأفضل هو أن يكون الآباء واعين في أثناء حديثهم وأن يبتعدوا في الحديث عن التشاؤم واليأس والنظر إلى المستقبل بشكل متفائل، ولا بد من جعل الأطفال يشعرون بنجاح والديهم والعمل الجاد لبناء المستقبل.

 

 

ضرورة توفر عدد من الأخصائيين النفسيين:

 

سواء في المدارس أو في العيادات للعمل على معالجة مشكلات القلق والاكتئاب التي يمكن أن تظهر عند الأطفال. 

 

 

ضرورة الاهتمام بتوعية الآباء والمربين:

 

ضرورة الاهتمام بتوعية الآباء والمربين في كيفية التعامل مع الأطفال اللذين تظهر عندهم الاستجابات الاكتئابية، ويعول هنا على وسائل الإعلام لتلعب دوراً كبيراً. 

 

 

التأكيد على أهمية العلاج البيئي في مرض الاكتئاب عند الأطفال:

 

وكذلك أهمية الإرشاد المزدوج للآباء والأبناء الذين يعانون من اضطرابات اكتئابية، وكذلك للأطفال الذين تعرضوا لتجربة الانفصال عن الوالدين.

 

ضرورة سيادة الانسجام العائلي داخل الأسرة:

ضرورة سيادة الانسجام العائلي داخل الأسرة؛ لأن الأمن النفسي الذي يسود داخل الأسرة ينعكس إيجابياً على سلوك الأطفال داخلها، أما شيوع الاضطراب والتفكك داخل الأسرة فيجر على الأطفال مآسي القلق والحزن والاكتئاب.

 

الاعتدال في المعاملة: 

 

فالقسوة المفرطة من قبل الوالدين أو اللين الزائد أو التذبذب في المعاملة ينعكس مباشرة على سلوك الأطفال ويجعل منهم شخصيات مضطربة قد تؤدي بهم إلى سلوك الاكتئاب والانتحار أحياناً. 

 

اللجوء إلى العلاج الطبي بالأدوية: 

 

وتستخدم في الحالات التي لا تفيد فيها الطرق السابقة. وقد استخدمت الأدوية المضادة للاكتئاب من قبل الأطباء النفسيين مثل الأسبرامینودیزيبرامين، وأميتريتلين، ودوكسيين، وكذلك مابروتلين. وهذا النوع من العلاج يجب ألا يكون الخطوة الأولى في العلاج، وإذا استخدم فلا بد من أن يستخدم من أجل تغيير الظروف التي أدت به إلى الاستجابة الاكتئابية، وأن يكون استخدامه بإشراف طبي.

 

 

المصدر

 

الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.