أهم الأمراض النفسية عند الأطفال:
الاضطرابات النفسية عند الأطفال شائعة جداً، وتحدث في حوالي ربع هذه الفئة العمرية (أي الطفولة) في أي سنة منها.
والاضطرابات النفسية الأكثر شيوعاً في مرحلة الطفولة هي اضطرابات القلق والاكتئاب واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) الذي سبق وأن طرحناه في مقالة مفصلة.
وعلى الرغم من أن الاضطرابات النمائية (اضطرابات النمو والتطور) والاضطرابات الذهانية أقل شيوعاً لدى الأطفال، فيمكن أن يكون لها تأثيراً على مدى الحياة على الطفل وأسرته.
وكما هو الحال في أي فئة عمرية، لا يوجد سبب واحد للأمراض العقلية عند الأطفال. بالإضافة إلى الأعراض المحددة لكل اضطراب عقلي، يمكن للأطفال المصابين بمرض نفسي أن تظهر عليهم علامات خاصة بعمرهم وحالة نموهم.
عادةً ما يتضمن تشخيص للمرض العقلي عند الأطفال مزيجاً من التقييمات الطبية الشاملة، والنمائية، وتقييمات الصحة العقلية.
وهناك أنواع مختلفة من العلاجات المتاحة لإدارة الأمراض العقلية عند الأطفال، بما في ذلك العديد من الأدوية الفعالة، والتدخلات التعليمية أو المهنية، بالإضافة إلى أشكال معينة من العلاج النفسي.
ويمكن للأطفال الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية أن يكون لديهم تحصيل تعليمي أقل، ومشاركة أكبر في نظام العدالة الجنائية، وعدد أقل من المواضع المستقرة في نظام رعاية الطفل مقارنة بأقرانهم.
تميل محاولات الوقاية من المرض النفسي للأطفال إلى معالجة عوامل الخطر المحددة وغير المحددة، وتقوية عوامل الحماية، واستخدام نهج مناسب لمستوى نمو الطفل.
تركز الأبحاث حول الأمراض العقلية عند الأطفال على عدد من القضايا، بما في ذلك زيادة فهم عدد مرات حدوث هذه الأمراض، وعوامل الخطر، والعلاجات الأكثر فعالية، وكيفية تحسين وصول الأطفال إلى تلك العلاجات.
حيث تعتبر الأمراض النفسية مجموعة من الاضطرابات المرضية الشاذة التي لا يكون لها أسباب عضوية واضحة، وإنما تعتبر مظاهر خارجية لحالات التوتر والصراع النفسي الداخلي والتي تؤدي إلى اختلال جزئي في الشخصية بحيث يكون المريض بها لا يزال متصلاً بالحياة الواقعية. وقد دلت بعض الدراسات أن حوالي 10% من الأطفال في الولايات المتحدة يعانون من مشكلات جدية من عدم الشعور بالأمان على نحو يؤثر في فاعليتهم. ويشمل هذا النوع من السلوك حالات القلق، والخوف وانخفاض اعتبار الذات، والاكتئاب، وإيذاء الذات، والحساسية الزائدة للنقد، والخجل والقهرية.
وفي الوقت نفسه تبقى شخصية الفرد متماسكة متكاملة بحيث يكون الفرد قادراً على استبصار حالته والتحكم في سلوكه إلى حد كبير. كما يظل أيضاً قادراً على تحمل مسؤولياته والقيام بواجباته كمواطن.
هذا وقد تعددت تفسيرات الأمراض النفسية، فمنهم من رد هذه الأمراض إلى الوراثة باعتبار أن لها الدور الأساسي في نشأة الاضطرابات النفسية، وأيدوا وجهة نظرهم هذه بأن نسبة انتشار الاضطرابات النفسية بين التوائم المتشابهة أكبر منها لدى التوائم الأخوة. كما أن البعض رد هذه الأمراض إلى العوامل البيئية.
ويری أدولف مایر (Adolf Mayer) أن مستويات الطموح غير الواقعية، وعدم تقبل الذات عاملان أساسيان للاضطرابات النفسية. ويرى المنهج الوجودي أن الخبرات الذاتية للفرد وخبراته بعالمه وبالناس حوله من العوامل المؤثرة في نشأة الاضطرابات النفسية.
كما أن علاقة الطفل بوالديه هي السبب في ظهور الأمراض النفسية عند الطفل، خاصة إذا لم يتوفر له في الأسرة الحب والعطف والأمن والأمان والاستقرار. وهناك الاتجاه الذي يأخذ بدور كل من عاملي الوراثة والبيئة في نشأة الأمراض النفسية والذي يتبناه علماء المدرسة السلوكية أمثال جوزف وولبي وأيزنك و رخمان، إذ يرى آیزنك أن الأمراض النفسية تنشأ من تكوين أفعال منعكسة خاطئة بتأثير تفاعل عاملي الوراثة والبيئة، وأن هذه الأمراض ما هي إلا أنماط من السلوك تعلمناها لنخفف من آلام القلق في ظروف خاصة.
هذا وقد تعددت طرق العلاج النفسي لهذه الأمراض النفسية بتعدد وجهات النظر التي تفسير هذه الأمراض. وسوف نتناول في مقالات مفصلة لاحقة أهم الأمراض النفسية عند الأطفال وأكثرها شيوعاً وإنتشاراً بين الأطفال. متطرقين إلى مفهوم كل مرض وطبيعته ومدى انتشاره بين الأطفال. بالإضافة إلى آثار ذلك المرض على التطور الطبيعي للطفل وتطوره السلوكي، وما يترتب عليه ذلك من آثار على عائلة الطفل ومدرسته. وأيضاً نحاول فهم الأسباب الظاهرة والكامنة وراء كل مرض والسبل إلى علاجه. وتعريف الآباء بالطرق السليمة الصحيحة لوقاية أطفالهم من هذه الأمراض وتجنبها.
ومن أهم وأكثر الأمراض النفسية شيوعاً بين الأطفال والتي سنتناولها في مقالاتنا، ما يلي:
• القلق Anxiety
• الخوف
• عصاب الوسواس القهري Obsessive Compulsive Neurosis
• فصام الطفولة
• الاكتئاب depression
• الاستجابات الهستيرية
أعراض وعلامات المرض النفسي عند الطفل:
قد يعاني الأطفال المصابون بمرض نفسي من الأعراض الكلاسيكية لاضطرابهم الخاص ولكن قد تظهر عليهم أعراض أخرى أيضاً، بما في ذلك:
• ضعف الأداء المدرسي.
• الشعور المستمر بالملل.
• شكاوى متكررة من الأعراض الجسدية، مثل الصداع وآلام المعدة.
• مشاكل النوم، مثل النوم لفترات طويلة أو قليلة جداً أو الكوابيس أو السير أثناء النوم.
• اضطرابات الطعام ومشاكل في الشهية للطعام.
• عودة السلوكيات التي تعود إلى سن أصغر، مثل التبول اللاإرادي، أو نوبات الغضب، أو التشبث.
• السلوك العدواني.
• المزيد من سلوكيات المخاطرة وإظهار قدر أقل من الاهتمام بسلامتهم. وتشمل الأمثلة على سلوكيات المخاطرة: الجري في الشارع، أو التسلق عالياً، أو الانخراط في مشاجرات جسدية أو اللعب بأشياء غير آمنة.
المصدر:
الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.