القائمة الرئيسية

الصفحات

 


الوقاية من الغيرة بين الأطفال، وعلاجها:

 

 

إن العمل على وقاية الطفل من الغيرة واجب على الوالدين بالدرجة الأولى، وعلى المدرسين والمحيطين بالطفل بالدرجة الثانية. حيث أن الشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر على شخصية الطفل من جميع جوانبها في طفولته، وتسبب له سوء التوافق النفسي والاجتماعي عندما يكبر أيضاً. ونظراً لهذا التأثير البالغ الخطورة فلا بد من العمل على وقاية الطفل من هذا الشعور، وعلاج الغيرة في حالة وجودها. وأهم سبل الوقاية والعلاج ما يأتي: 

 

• العمل على تهيئة الطفل نفسياً على استقبال وتقبل الطفل الجديد، وذلك من خلال مصارحته بأنه سيكون له أخ أو أخت حتى لا يصطدم بهذا الحدث بشكل فجائي. وأن يتحدثا عن المولود الجديد بالخير وما سيعود على الطفل أيضاً بالخير نتيجة المولود الجديد. حيث أن المولود الجديد سوف يلعب معه ويسعده، وسوف يشتركان في الألعاب والهدايا، وأن هذا المولود سوف لا يحدث أي ضرر بالطفل، ولا ينتزع منه أي امتیازات

 

• كما يجب على الوالدين أن يشعرا الطفل بمسؤوليته نحو أخيه الصغير الذي يجب عليه أن يرعاه ويقدم له الألعاب والحلوى وغير ذلك. ومن المستحسن أن يعمل الوالدان على قضاء وقت كل يوم مع الطفل الأكبر لكي يطمئن على محبة ومودة الوالدين له.

 

• عدم التمييز في المعاملة بين الأبناء، نتيجة للجنس أو الجمال، أو للذكاء أو غير ذلك من الميزات. مما يلحق الغرور بصاحب الامتياز والغيرة عند الأطفال الأقل تميزاً مما يؤدي إلى الغضب والعدوان وغير ذلك من مظاهر. 

 

• عدم اللجوء إلى موازنة أو مقارنة الأطفال بعضهم ببعض واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها امتیازاتها واستعدادتها الخاصة. فالموازنة بين الأخوة، والموازنة بين التلاميذ يولد لدى الطفل الشعور بالذل والشعور بالنقص فالأفضل من ذلك هو موازنة الطفل بنفسه في مواقف مختلفة مع التشجيع، مما يثير لديه الدافعية إلى التحسن وكسب الكثير من الامتيازات. 

 

•  بالإضافة إلى ذلك، فلا بد من الابتعاد عن مواقف المنافسة الشديدة التي تولد الشعور بالغيرة وتعويد الطفل على تقبل التفوق وتقبل الهزيمة دون الشعور بالغيرة التي تفقده الثقة بالنفس.

 

• الابتعاد عن إبراز عيوب الطفل وأخطائه أمام الآخرين أو السخرية منه، بالإضافة إلى الامتناع عن امتداح باقي الأخوة أو بعضهم؛ لأن ذلك يشعر الطفل بالغيرة والحقد على أخوته الممتدحين، ويشعرهم بالغرور والعظمة مما ينعكس سلباً على كلا الطرفين. والأفضل من ذلك إشعار الأطفال جميعاً في الأسرة بالمساواة والعدل دون انتقاص من حق أحدهم على حساب الآخر.

 

اعتدال الأباء في اهتمامهم بمشاعر الغيرة عند الطفل: ولهذا يجب عدم الاستخفاف بغيرة الطفل والسخرية منه ومن تصرفاته، بل لا بد للآباء من إظهار العطف والحنان وإشعار الطفل بإنه لا يزال موضع حب ورعاية من قبل والديه. 

 

• من جهة أخرى، فلا يجوز المبالغة في القلق نتيجة ظهور الغيرة عند الطفل؛ لأن ذلك سيؤدي إلى زيادتها، فالحكمة دائماً تستوجب الاعتدال. 

 

• بالإضافة إلى ذلك يجب على الوالدين الاهتمام بالطفل الذي لا تظهر عنده مشاعر الغيرة إطلاقاً، إذ من المحتمل أن يكبت الطفل مشاعر الغيرة، ويتظاهر بمظهر الرضا وعدم الاكتراث. فالغيرة المكبوتة أشد خطرأ وأثراً في الشخصية من الغيرة الصريحة. حيث أن مثل هذه الغيرة تثير القلق والتأثر عند الطفل، وتسبب سوءاً في تكيفه.

 

•  عدم الإسراف في رعاية الطفل المريض والإغداق عليه بالهدايا والنقود والامتيازات؛ لأن ذلك يثير الغيرة عند أخوته ويجعلهم يلجأون إلى التمارض وحيل أخرى للحصول على مثل هذه الامتيازات.

 

• تعويد الآباء والمربين الأطفال منذ الصغر على التخلص من مشاعر الأنانية والتمركز حول الذات، والأخذ والعطاء، والتعاون والمشاركة، مما يخفف عندهم الشعور بالنقص، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم، ويزيد من تقديرهم للجماعة وتقدير الجماعة لهم.

 

• العمل على تنوع الأنشطة التي يمكن للطفل أن يمارسها ويفضلها ضمن إطار قدراته وإمكاناته مما يشعره بالارتياح والسعادة في ممارستها ويحقق النجاح الذي يولد المزيد من الثقة بالنفس. 

 

• أن يعمل الوالدان على جعل فاصل زمني معقول بين الطفل والطفل الأخر. وهذا الفاصل يجب ألا يكون قصيراً حتى لا يشعر الطفل بالغيرة، وأن اهتمام ورعاية الوالدين قد توجها إلى المولود الجديد مما يولد لديه الشعور بالوحدة أو العزلة. كما أن هذا الفاصل الزمني يجب ألا يكون طويلاً حتى لا يشعر الطفل بفقد الامتيازات التي تعود لفترة طويلة حيازتها. وتنمية علاقة الطفل بالأطفال الآخرين، مما يخرجه من دائرة التمرکز حول الذات، وتعويده على الأخذ والعطاء في إطار موضوعي قائم على العدل والمساواة دون تمييز. 

 

• تعويد الطفل على المنافسة الشريفة البعيدة عن الحسد، وتعويده على تقبل التفوق والنجاح، بالإضافة إلى تقبل الخسارة والفشل، بحيث يقوم ببذل الجهد المناسب لتحقيق النجاح دون اللجوء إلى العدوان والغيرة والحسد في حالة الخسارة والفشل. وتقبل وفهم بعض مشاعر الغيرة التي تظهر عند الطفل عندما تكون في الحدود الطبيعية (الكلام مثلاً) والحد من المشاعر العدوانية المباشرة على مصدر الغيرة.

 

• العمل على إشباع الحاجات الأساسية عند الطفل، وعدم الانتقاص منها بسبب ولادة طفل جديد، أو عدم تميزه في بعض الميزات الموجودة عند إخوته. 

 

 

المصدر:

 

الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.