القائمة الرئيسية

الصفحات





 قضم الأظافر عند الأطفال Nailbiting: 

أكدت الدراسات العديدة أن هناك عدداً كبيراً من الأطفال والتلاميذ يقضمون أظافرهم من وقت إلى آخر وبدرجات مختلفة (قد يصل بعضها إلى أسفل مستوى الجزء العلوي من الجلد المحيط بالظفر). وأن عدداً منهم يستمرون في هذه العادة بشكل متكرر وإلى وقت متأخر . ودلت الدراسات أيضاً أن هذه الظاهرة تنتشر حتى بين طلبة الجامعات حيث يعاني منها 25-36% من مجموع الطلبة. 

 

ولهذا نرى بأن قضم الأظافر عند الأطفال عبارة عن ظاهرة سلوكية تبدو على شكل قضم متكرر للأظافر، وتظهر من وقت إلى آخر وفي مناسبات معينة. ويكون من الصعب السيطرة عليها وتغييرها. كما وجد أن هذه الظاهرة أكثر شيوعاً بين الإناث منها بين الذكور. 

 

 

احصاءات:

 

لقد وجد فالنشتاین وآخرون من خلال دراستهم، أن حوالي 60% من الذكور، و 60% من الإناث بين سن 8 - 11 سنة من العمر يقضمون أظافرهم ولكن بدرجات مختلفة. وقد أظهرت الدراسة أيضاً أن الذكور يقضمون أظافرهم بشدة أكثر من البنات في الأعمار ما بين 7-10 سنة، وهذه الفروق دالة إحصائياً. أما في عمر أقل من سبع سنوات فيبدو أن الذكور أقل حدة في القضم من البنات. كما أظهرت الدراسة أن أكبر نسبة من القضم الحاد كانت في سن 12 سنة بالنسبة للذكور . 

 

الظهور:

 

أما عن موعد ظهور قضم الأظافر عند الأطفال فقد بينت إحدى الدراسات التي أجريت على الأطفال الذين يقضمون أظافرهم بحدة من كلا الجنسين في سن 8-10 سنوات أن 30% من هؤلاء لا يعرفون متى يقضمون أظافرهم أو أنهم لا يقضمونها في أوقات معينة. وأن 23% منهم يقضمون أظافرهم في السينما أو أمام التلفزيون، و 8% يقضمون أظافرهم عند قراءة كتاب مثير أو سماع قصة أو رؤية حادثة مثيرة من فيلم أو تلفزيون. في حين أن 11% يميلون إلى قضم أظافرهم عند تركيز انتباههم في المدرسة. لذا فإن هذه العادة تعتبر أكثر العادات صعوبة من حيث قابلیتها للتغيير. إذ إن الذين يقضمون أظافرهم يكونون حساسين بالنسبة إلى استهجان المجتمع. لذا فإنهم يقضمون أظافرهم في أثناء عزلتهم.

 

الأسباب: 

 

يرى العديد من الباحثين أن ظاهرة قضم الأظافر تعد طريقة للتخلص من التوتر والقلق، كما تعد أيضاً تعبيراً عن العدوان المكبوت والتكيف الوجداني السيء.

 

كما يرى بارتون هول Barton Holl أن أغلبية حالات قضم الأظافر الحاد تميز الأطفال ذوي النشاط الزائد والحيوية الزائدة وعدم الإستقرار. وقد يلجأ الأطفال إلى تقليد سلوك والديهم، إذ أن الطفل يقلد أباه أو أمه عندما يظهر عنده أو عندها هذه العادة؛ لأنه يعتبرهما المثل الذي يجب أن يقتدي به. 

 

وأيضاً يقلد الطفل زملاءه من التلاميذ الذين تظهر لديهم هذه العادة. ويمارس بعض الأطفال هذه العادة عند عدم احتمالهم مشاهدة ظفر مثلم لديهم.

وهناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى عدم استقرار الطفل انفعالياً، وهي:

 

أولاً: أسباب جسمية ووراثية.

ثانياً: الأسباب النفسية والبيئية.

 

 

أسباب جسمية ووراثية:

 

فقد تكون لدى الطفل حالة جسمية يتسبب عنها عدم الاستقرار والعصبية مثل الإصابة بالديدان، وتضخم اللوزتين، أو الزوائد الأنفية إلى جانب سوء الهضم والاضطرابات الغدية، وكل ما يؤثر في الصحة العامة تأثيراً سيئاً.

 

أما من الناحية الوراثية فقد يرث الطفل بعض الخصائص التي تساعد على تكوين العصبية أو عدم الإستقرار عنده، وهذه الخصائص الوراثية تتفاعل مع البيئة وتكون حلقة متصلة تقوي كل منها الأخرى. 

 

كما قد تصاحب العصبية وعدم الاستقرار الضعف العقلي في بعض الحالات، إذ أن المتأخرين عقلياً يبدون أقل من غيرهم قدرة على توجيه نشاطهم، وضبط حركاتهم؛ لذا نجدهم متأخرين في النمو الحركي. كما أن عدم قدرتهم على مسايرة زملائهم في ألعابهم وحركاتهم ونشاطهم تجعلهم يتضايقون

ويتصفون بالعصبية وتزداد حالتهم سوءاً مما يجعلهم يقضمون أظافرهم. 

 

 

الأسباب النفسية والبيئية: 

 

من الأسباب النفسية التي تؤدي إلى عدم استقرار الأطفال وعصبيتهم ما يلي: 

 

1.الشعور بالبؤس الناشىء عن عجز الطفل في الوصول إلى المستوى الذي يتمنى الوصول إليه، مثل: التأخر في قدرة عقلية أو حسية أو جسمية معينة. أو عندما يكون الطفل قد حرم من ميزات يتحلى بها أخوته فيُفضلون عليه، وعندما يكون الطفل قد حُرمَ أيضاً من التقدير والاهتمام.

 

2.وجود الطفل في أماكن يشعر فيها بالشقاء ويقضي فيها جزءاً كبيراً من وقته كل يوم کالمدرسة والمنزل مما يؤدي إلى عصبيته وعدم استقراره. فالمكان المملوء بالمعوقات التي تقف دون تحقيق حاجاته المختلفة كالحاجة إلى الحرية واللعب والحركة يؤدي إلى شعور الطفل بالشقاء. 

 

3. وتبين الدراسات أن الطفل يمارس هذه العادة عندما يستثار انفعالياً أو في حالات التعب الشديد أو في حالات الإهمال والحرمان، ولكن عندما ينهمك الطفل في عمل أو نشاط يستخدم فيه كلتا يديه فإنه لا يلجأ إلى مثل هذه العادات إلا نادراً، كما أظهرت بعض الدراسات أن الأطفال ذوي العادات الفموية البارزة تتكرر إصابتهم بالتهاب الحلق أكثر من الأطفال الآخرين عموماً. 

 

4. وعادة قضم الأظافر عند الأطفال دليل على ضعف توافقهم النفسي والاجتماعي، فقد يقوم بها الطفل أحياناً كرغبة في إزعاج والديه، ويمكن أن تتدعم هذه العادة عند الطفل عندما يظهر الوالدان انزعاجاً لمجرد رؤيتهم الطفل وهو يقضم أظافره، كما يكشف ذلك الإحساس المتضارب عن حاجة الطفل إلى عقاب نفسه لشعوره بالسخط على والديه والعداء الموجه لهما. 

 

5. ويرى بعض الباحثين أن قضم الأظافر عند الأطفال دليل على فشل الآباء في عملية التنشئة الاجتماعية.


المصادر:


الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013