القائمة الرئيسية

الصفحات


 أفكار وحلول للتخلص من عادة قضم الأظافر:

تعد عادة قضم الأظافر عند الأطفال عبارة عن ظاهرة سلوكية تبدو على شكل قضم متكرر للأظافر، وتظهر من وقت إلى آخر وفي مناسبات معينة. ويكون من الصعب السيطرة عليها وتغييرها. كما وجد أن هذه الظاهرة أكثر شيوعاً بين الإناث منها بين الذكور. 

 

وفي هذا المقال سنطرح بعض الأفكار والاستراتيجيات التي يمثل بعضها حلولاً نافعة للتخلص من هذه الظاهرة، وأيضاً يمكن تطبيقها كخطوات وقائية مبكرة قبل اعتياد الطفل على عادة قضم أظافره.

 

 

الوقاية والعلاج: 

 

لابد من المحافظة على أظافر الطفل مقصوصة بحيث لا يكون لها حواف ناتئة تستدعي الطفل إلى التخلص منها. 

 

كذلك لا بد من جعل الطفل يمارس نشاطاً عضلياً بحيث تظل يداه مشغولتين بنشاطات هادفة. ولكن قد يستخدم البعض وسائل معينة لمنع الأطفال من قضم أظافرهم مثل وضع غطاء معدني للإبهام، أو وضع جبيرة للذراع للحد من حركته، أو دهن الإبهام والأصابع بمادة مرة المذاق، أو اللجوء إلى التأنيب والتوبيخ، أو جعل الطفل يشعر بالخزي لممارسته عادة قضم الأظافر.  ولكن هذه الوسائل ليست سليمة في علاج قضم الأظافر، وقد يكون لها آثار سلبية أشد خطورة من العادة نفسها. 

 

فالعلاج الصحيح يكون في العناية بالطفل والاعتراف بحاجاته الأساسية في مرحلة الرضاعة وضرورة إشباعها بصورة سليمة الأمر الذي يقلل من تكوين العادات غير السليمة المتصلة بالفم. 

 

فعادة قضم الأظافر عادة مذمومة تستدعي الانتباه والاهتمام ولا بد من العمل على علاجها على أسس سليمة قائمة على تشخيص مسبق لبيان الأسباب المؤدية إليها. 

 

لذلك على الوالدين أن يناقشا مع الطفل مساویء هذه العادة، مع رفع دافعية الطفل للتغلب على هذه المشكلة، وبإمكان الطفل الذي يمتلك دافعية لوقف هذه العادة أن يجمع بين عدة استراتيجيات منها:

 

الاحتفاظ بسجل: 

 

يمكن للأطفال في سن الثامنة من العمر أو أصغر سناً أن يلاحظوا أو يسجلوا المرات التي يقضمون فيها أظافرهم ووضع علامة على بطاقة في كل مرة يقومون فيها بقضم أظافرهم، وتدوين ما الذي كان يفعله قبل البدء بقضم أظافره مباشرة. وقد أظهرت الدراسات أن مجرد تسجيل مدى تكرار السلوك المشكل 

غالبا ما يؤدي إلى إنقاصه؛ لأن هذا السجل يؤدي إلى زيادة الوعي وإلى تقييم كيفية استغلال الشخص لوقته وجهده. 

 

المكافآت Rewards

 

يمكن للأبوين أن يحددا أهدافا للتحسن. فبمجرد أن يبين السجل عدد المرات التي يقوم فيها الطفل بقضم أظافره خلال اليوم، وأن هذا العدد قد تناقص خمس مرات، قومان بإعطاء الطفل مكافأة صغيرة يومية إذا حقق الهدف. ويمكن أيضاً للطفل أن يحقق مكافأة كبيرة في الأسبوع مثل: اصطحاب الطفل في زيارة للأصدقاء، أو قضاء وقت أطول في مشاهدة التلفزيون. كما يمكن استخدام نظام النقاط بحيث يحصل الطفل على خمس نقاط على البطاقة إذا تناقص عدد مرات قضم الأظافر عنده بمقدار خمس مرات. 

 

وبالإضافة إلى تقديم المكافآت يمكن الاهتمام بالثناء على الطفل من قبل الراشدين ما من شأنه أن ينقص عادة قضم الأظافر . 

 

 

العقوبات: 

 

يمكن جمع الثواب مع العقاب في معالجة ظاهرة قضم الأظافر حيث يؤدي ذلك إلى نتائج أسرع. فقد يكون سحب المكافأة الإيجابية مثل حرمان الطفل من مشاهدة التلفزيون لفترة من الوقت أو خسارته لبعض النقود من مصروفه اليومي كلما شوهد من قبل الأبوين وهو يقضم أظافره مجدياً في علاج هذه الظاهرة. 

 

 

التدريب على زيادة الوعي Awareness Training

 

يمكن مساعدة الطفل في هذه الحالة ليصبح أكثر وعياً بمشكلته، وذلك بأن يطلب منه أن يخصص خمس دقائق كل صباح وكل مساء ليجلس في مكان هادئ أمام مرآة ويقوم ببطء بتمثيل حركات قضم الأظافر كما لو كان يقوم بقضمها فعلاً، وفي أثناء قيامه بتمثيل الدور عليه أن يقول بصوت عال وهذا ما لن أفعله. وهذا الإجراء يساعد على زيادة وعي الطفل، وزيادة قدرته على التحكم الإرادي بعادة قضم الأظافر.

 

 

تعليم الطفل استجابة منافسة Competing Response:
 

لا بد من تعليم الطفل استجابات منافسة كلما شعر بالحاجة إلى قضم أظافره، وذلك مثلاً بأن يمد الطفل ذراعيه على جانبيه، ويضم قبضتي يديه بقوة حتى يشعر بالتوتر في الذراع واليد. وعلى الطفل ممارسة الاستجابة المنافسة ما بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق بعد أن يشعر بإغراء القضم، ومن الاستجابات المنافسة أيضاً قيام الطفل بالنقر بأظافره على سطح قاس أو يسبح بمسبحة. كما يمكن أن يكافيء الطفل نفسه فوراً لقيامه بالاستجابة المنافسة بتقديمه كأساً من الشراب أو قطعة من الحلوى، مما يؤدي إلى تقوية حدوث الاستجابة المنافسة. 

 

 

تعليم الطفل الاسترخاء Teach Relaxation

 

بما أن عادة قضم الأظافر هي في الأصل نتيجة التوتر الشديد أو القلق، لذا من الممكن التحكم بها عن طريق تعلم أسلوب تكيف بدیل مع هذه المواقف المثيرة للقلق عن طريق الاسترخاء الذي يمكن التحكم به بوساطة الدلالة وتعلم الطفل كيف يصل إلى حالة من الاسترخاء کاستجابة لكلمة دالة يقولها الطفل لنفسه مثل: اهدأ، ولهذا الإجراء خطوتان هما: 

 

1.التدريب على الاسترخاء العضلي التام. 

2.مزاوجة الكلمة الدالة (cue - word) بحالة الاسترخاء. 

 

ويتم ترسيخ ربط الكلمة الدالة بجعل الطفل ينتبه إلى تنفسه في أثناء ترديده الكلمة الدالة بصوت غير مسموع مع كل زفرة تنفس. ويقوم أحد الأبوين في أول خمسة اقترانات بترديد الكلمة الدالة بصوت مرتفع وبشكل متزامن مع زفرات الطفل، ثم يتابع الطفل بعد ذلك هذا الإجراء بحيث يجري عملية الاقتران خمس عشرة مرة إضافية، وعندئذ يمنح الطفل مدة ستين ثانية لكي ينتبه إلى شعوره العام المصاحب للاسترخاء، وبعد ذلك يعاد تكرار الكلمة الدالة عشرين مرة أخرى.

 

ويشجع الطفل على القيام بممارسة كل من تمارين الاسترخاء وإجراءات إقران الكلمة الدالة يومياً، وعندما يتقن العملية يطلب إليه أن يقوم بملاحظة الزيادة في التوتر المصاحب لقضم الأظافر، وأن يقوم بعد ذلك بتطبيق إجراءات السيطرة من خلال الإشارة، وهي الزفير مع ترديد الكلمة الدالة بصوت غير مسموع: اهدأ (calm).

 

 

عدم المبالغة:

 

والجدير ذكره أنه لابد من عدم مبالغة الوالدين في الانتباه إلى هذه العادة الذميمة، ولا يعني ذلك تجاهلها تماماً بل إرشاد الطفل إلى التخلص منها شيئاً فشيئاً؛ لأننا إذا بالغنا في أهمية ذلك الأمر أدى هذا إلى توجيه أنظار الأسرة كلها إلى الطفل لمناقشة أمره ويرون في ذلك شذوذاً، فيستمد الطفل هذا الأمر جانباً من الرضا اللاشعوري. فأشد ما يقوي العادة عند الطفل تکرار نهيه عنها، وهذا ما يؤدي به إلى العناد والمقاومة، خاصة إذا كان النهي مصحوباً بالتهديد والوعيد ومشاعر النبذ والكراهية والاشمئزاز . 

 

تخليص الطفل من المشاعر العدائية:

 

بالإضافة إلى ذلك فلابد من العمل على تخليص الأطفال من مشاعر العدائية التي تكون موجهة إلى الوالدين من خلال اللجوء إلى عادة قضم الأظافر كظاهرة تنفيسية نتيجة الشعور بالقلق والشعور بالذنب. وإذا أراد الوالدان تغيير عادة قضم الأظافر عند أبنائهم فلابد أن يغيروا هذه العادة السيئة عند أنفسهم (بالنسبة إلى الأباء الذين يقضمون أظافرهم)؛ لأن الأطفال يحاكون آباءهم أيضاً عندما يقلعون عن هذه العادة.

 

 

الإيحاء:

 

وقد يفيد الإيحاء في علاج قضم الأظافر عند الأطفال عن طريق استخدام (غرامفون) يوضع في حجرة الأطفال بعد أن يستغرقوا في النوم والذي يكرر باستمرار:

 

(لن أقضم أظافري، فقضم الأظافر عادة قذرة، ولن أقضم أظافري مرة أخرى). 

 

وتدار الأسطوانة عند نوم الطفل ثم توقف قبل أن يستيقظ في الصباح. ویری آیزنك أن عدداً كبيراً من الأطفال قد أقلع عن قضم الأظافر بهذه الطريقة. كما يرى آیزنك أيضاً أنه بالإمكان إخراج عادة قضم الأظافر من ميدان اللاشعور من خلال الإلتفات إليها والنظر عن قرب على كل تفاصيلها

 

فقد استخدم (دونلاب) هذا الأسلوب في التخلص من قضم الأظافر والتدقيق، حيث يطلب من الطفل أن يقضم أظافره بإصرار وذلك عند ذهابه إلى عالم النفس والجلوس أمامه لمدة نصف ساعة يومياً. وسرعان ما اختفت ظاهرة قضم الأظافر عند الأطفال وبدا الشفاء ثابتاً نسبياً.

 


المصدر: 


الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.