تعانين من آلام شديدة وإرهاق أثناء الدورة الشهرية؟
تضطرين إلى التغيب عن العمل أو الجامعة أو المدرسة والبقاء في السرير خلال أيام الدورة الشهرية؟
لديك حالة مرضية مزمنة تتفاقم خلال أيام الدورة الشعرية؟
إذا كانت إجابتكِ (نعم) على أي من هذه الأسئلة، فإنكِ تعانين من عسر الحيض. فما هو عسر الحيض؟
يعرّف عسر الحيض ببساطة على أنه الحيض المؤلم. وهي حالة شائعة جداً إذ أن أكثر من 50% من السيدات يعانينَ من بعض درجات عسر الحيض.
يكون عسر الحيض وخيماً لدى حوالي 10% من السيدات، لدرجة منعهنَ من ممارسة الأنشطة اليومية.
يصنف عسر الحيض إلى عسر الحيض الأولي، وعسر الحيض الثانوي.
عسر الحيض الأولي:
وهذا ينطبق على وجود ألم في غياب سبب مرضي مستتر يمكن أن يفسر حدوث ذلك الألم. وهناك عدة عوامل قد يكون لها دور سببي في وجود عسر الحيض، منها:
• عوامل صماوية: كتعريف الدورات الإباضية ضرورية لإحداث عسر الحيض الأولي. وهذا يشير بالاتهام إلى دور الإستروجين والبروجيستيرون، ويدعم ذلك أن حبوب منع الحمل قد تخفف عسر الحيض إلى حدٍ ما.
• نشاط الرحم الشاذ: أوضحت الدراسات إن النسوة اللائي يعانين من عسر الحيض لديهنَ ارتفاع في توتر الرحم في حالة الراحة، وهذا قد يكون بوساطة ازدياد مستويات البروستاغلاندين أو بارتفاع مستويات الفازوبرسين. إضافة لذلك فغالباً ما يتحسن الألم باستعمال مضادات البروستاغلاندينات.
• عوامل نفسية: بالرغم من أن العوامل النفسية غالباً لا تكون سبباً أولياً لعسر الحيض إلا أنها قد تؤثر على إدراك الفرد للمنبهات المؤلمة.
تشخيص الحيض الأولي:
يبدأ عسر الحيض الأولي عادةً مباشرةً قبل أو أثناء الحيض، وينتهي بانتهاء مدة جريانه. وعادةً يبدو مغصاً في طبيعته، وتشتد حدته في المنطقة أعلى العانة. يمكن أن يحدث بمرافقة أعراض أخرى مثل الغثيان والتعب والصداع.
يستند التشخيص عادةً على التاريخ المرضي، وعلى الموجودات الطبيعية بالفحص السريري. ولا حاجة إلى إجراء فحوصات أخرى متقدمة إلا إذا كان هناك اشتباه كبير بمرض مستتر (عسر الحيض الثانوي).
علاج الحيض الأولي:
تساعد المقاربة الودية للمريضة، بما في ذلك اعتبار العناصر النفسية والسلوكية على الخروج بنتائج إيجابية بالنسبة للمريضة.
حالياً هناك علاجان دوائيان يستعملان بصورة واسعة لعلاج عسر الحيض الأولي، وهما:
• مضادات البروستاغلاندينات (مضادات الالتهاب غير الستيرودية): تعمل هذه عن طريق تقليلها لبروستاغلاندينات سائل الحيض، وتؤخذ عادةً فقط في أثناء الأيام الأولى من الحيض، وقد تستعمل بصحبة حبوب منع الحمل.
• موانع الحمل الفموية: تعمل على تثبيط الإباضة، وبذلك تعمل على تقليل مستويات البروستاغلاندين الحيضي عن طريق إنقاص نمو بطانة الرحم. وتحدث تفريج من الأعراض في حوالي 95% من المريضات على الأقل.
أما المريضات الائي يبقينَ من دون استجابة دوائية، فتجرى لهنَ فحوصات إضافية أخرى بحثاً عن مسبب مرضي. والطريقة التشخيصية المختارة هي تنظير البطن. وفي أحيان نادرة جذّ العصب الرحمي أو استئصال العصبة أمام العجز قد يؤدي إلى تفريج طويل الأمد للألم المقاوم للعلاجات الدوائية.
عسر الحيض الثانوي:
يحدث عسر الحيض الثانوي عند وجود سبب مرضي يمكن التعرف عليه. وهو أكثر شيوعاً عند النساء الأكبر سناً. يحدث الألم قبل الحيض، وقد يكون مرتبطاً بوضع الرحم الخلفي. وعادةً يسببه واحد من الحالات التالية:
• الانتباذ البطاني الرحمي: وهو وجود بطانة رحم قائمة بوظيفتها خارج تجويف الرحم. لها ارتباط شائع مع عسر الحيض والذي لا تتناسب شدته عادة مع درجة المرض. تتضمن الملامح الأخرى عسر الجماع وغزارة الحيض. وما زالت الأسباب غير مؤكدة، إلا أن بعض النظريات تتضمن الحيض التقهقري، وحؤول ظهارة الجوف العام. ويبدو أن العوامل الجينية والمناعية أيضاً قد تكون هامة.
• العضال الغدي: هو وجود بطانة الرحم مسجاة بين عضل الرحم. يصعب تأكيد التشخيص بالرغم من أن فائق الصوت (السونار)، والرنين المغناطيسي MRI يظهران صوراً تشخيصية نموذجية في حالات المرض الوخيم.
على الأقل ثلث نماذج استئصال الرحم توضح دليلاً على العضال الغدي الذي من أعراضه التقليدية عسر الحيض الوخيم.
• الداء الالتهابي الحوضي: قد يتشارك مع عسر الحيض.
• الالتصاقات داخل الرحمية (متلازمة أشرمان): قد تكون الالتصاقات داخل الرحم مصحوبة بعسر الحيض.
• تضييق عنق الرحم: قد ينتج تضييق قناة باطن عنق الرحم من الاستئصال المخروطي أو الأخماج المزمنة. الطموث المؤلمة كثيراً ما ترتبط بهذه الحالة.
علاج عسر الحيض الثانوي:
يتم تشخيص عسر الحيض الثانوي بسهولة من تاريخ المرض. وبالرغم من ذلك، فإن السبب المرضي المستتر قد لا يمكن التعرف عليه في الحال من الكشف السريري.
أما الاستقصاءات الهامة التي قد تساعد في معرفة السبب هي:
• تنظير البطن: عموماً هي الطريقة الوحيدة الأكثر فائدة تشخيصية، والتي تعطي فرصة لعلاج حالات معينة.
• تصوير الحوض بفائق الصوت (السونار): تعطي هذه فرصة لمشاهدة الانتباذ الرحمي المبيضي.
• تصوير الرحم والبوق: مفيد في التعرف على الالتصاقات داخل الرحم.
• زرع المكروبات: من باطن عنق الرحم، ومن سائل الصفاق عند الاشتباه بمرض التهاب الحوض.
معالجة عسر الحيض الثانوي عموماً تستهدف السبب المستتر. أيضاً تستعمل إجراءات داعمة على شكل مسكنات بنفس طريقة الاستعمال في عسر الحيض الأولي.
العلاج الفعال للانتباذ البطني الرحمي يتم بالهورمونات أو الجراحة.
وفي حالات عسر الحيض المعند المقاوم للعلاج قد يكون استئصال الرحم (غالباً مع إزالة المبيضين) هو النتيجة النهائية القصوى.
المصدر:
طب النساء بقلم عشرة أستاذة، ستيوارت كامبل، آش مونغا، الطبعة السابعة عشر، لندن - المملكة المتحدة.
ترجمة: محمد السنوسي، صادق فرعون، المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر، دمشق، 2007، ص 66 - 68.
كتابة : هيا سليم