القائمة الرئيسية

الصفحات


 مرض الجمرة الخبيثة:

 

مرض حيواني المصدر Zoonotic disease ناجم عن جراثيم مكونة للأبواغ هي العصية الجمرية Bacillus anthracis. قدر عدد الوفيات عند البشر الناجمة عن وباء الجمرة الخبيثة الذي حدث في أوروبا في القرن السابع عشر 60,000 حالة وفاة. وقد عرفت الطبيعة المعدية للجمرة الخبيثة في عام 1823.

 

 

النموذج الفصلي لمرض الجمرة الخبيثة:

 

يمكن أن تحدث الجمرة الخبيثة على مدار السنة، بينما تحدث الحالات المرتبطة بالحيوانات بشكل رئيس في الربيع والصيف.

 

 

السراية:

 

إن الأشخاص المصابين بالجمرة الخبيثة الاستنشاقية غير معديين. ورغم تسجيل حالات انتقال للجمرة الخبيثة الجلدية من شخص لآخر فإن ذلك نادر جداً. 

 

 

الأعراض السريرية:

 

تتحدد اعراض الجمرة الخبيثة عند الإنسان وطور حضانتها بطريق انتقال الجرثومة. وهناك 

ثلاثة أشكال سريرية للجمرة الخبيثة هي: 

 

• الجمرة الجلدية.

• الجمرة الهضمية.

• الجمرة الاستنشاقية.

 

الجمرة الخبيثة الجلدية:

 

تحدث معظم إصابات العصية الجمرية (أكثر من 95%) في الحالة الطبيعية عن طريق الجلد. وتحدث عندما تدخل الجرثومة من خلال جرح جلدي أو سحجة جلدية (مثلاً عند التعامل مع الحيوانات الملوثة بالعصية الجمرية أو مع منتجاتها أو مع أشياء أخرى). 

 

يتراوح طور حضانة الجمرة الخبيثة الجلدية المسجلة بين 0.5 - 12 يوماً. ويبدأ الخمج الجلدي بشكل حطاطة صغيرة قد تكون حاكة، ثم تتطور لحويصل خلال يوم ليومين، ثم تتآكل مخلفة قرحة نخرية (خشکریشةeschar) ذات مركز أسود مميز. وقد تتطور حويصلات ثانوية حول الآفات الأولية، وتكون الآفة عادة غير مؤلمة. 

 

يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى تورم العقد اللمفية المجاورة والحمى والدعث والصداع. يقترح تشخيص الجمرة الخبيثة الجلدية بوجود خشکريشة ووذمة غير متناسبة مع حجم الآفة وانعدام الألم خلال الأطوار البدئية للخمج.

 

يتراوح معدل إماتة الحالات في الجمرة الخبيثة الجلدية بين 5% - 20٪ في حال عدم استعمال المعالجة بالمضادات الحيوية، بينما يكون هذا المعدل أقل من 1٪ في حال المعالجة بالمضادات الحيوية.

 

الجمرة الخبيثة الهضمية:

 

غالباً ما يحدث الشكل المعوي للجمرة الخبيثة بعد تناول اللحم الملوث. ويعتقد أن دور الحضانة يتراوح بين 1-7 أيام. تتميز إصابة البلعوم بآفات على قاعدة اللسان أو اللوزتين مع التهاب بلعوم وعسرة بلع وحمى واعتلال عقد لمفية موضعية. أما إصابة الأمعاء السفلية فتتميز بالتهاب حاد في الأمعاء، وتتألف العلامات البدئية من غثيان ونقص شهية وإقياء وحمى، يتلوها ألم بطني واقياء دموي وإسهال مدمی. إن معدل إماتة الحالات في الجمرة الخبيثة الهضمية غير معروف، لكنه يقدر بحوالي 25٪ - 60٪؜.

 

 

الجمرة الخبيثة الاستنشاقية:

 

تعرف الجمرة الخبيثة الاستشاقية في الأصل بمرض فارزي الصوف woolsorter، وهي تنجم عن استنشاق 8.000 - 50.000 بوغ من أبواغ العصية الجمرية. يعتقد أن هذا الشكل من الجمرة الخبيثة هو الأكثر شيوعاً بعد إطلاق العصية الجمرية المتعمد. وتتراوح فترة حضانة الجمرة الخبيثة الاستنشاقية عند الإنسان بين 1-7 أيام، وقد تمتد لمدة 43 يوماً. 

 

أما فترة الحضانة الوسطية للحالات العشر الأولى من الجمرة الخبيثة الاستشاقية المرتبطة بالإرهاب البيولوجي الذي حدث عام 2001 فكانت 4 أيام وبمجال تراوح بين 4 - 6 أيام. قد تتناسب فترة حضانة الجمرة الخبيثة الاستنشاقية عكسياً مع جرعة العصيات الجمرية. 

 

تقترح معطيات الدراسات المخبرية المجراة على الحيوانات استمرار إنتاش أبواغ العصيات الجمرية في المضيف لعدة أسابيع بعد الاستنشاق، و أن المضادات الحيوية قد تطيل فترة المرض المتطور. يمكن أن تتضمن الأعراض البدئية للجمرة الخبيثة الاستنشاقية السعال غير المنتج والألم العضلي والتعب والحمى، و كان التعرق الغزير الذي يبلل المريض هو العرض المسيطر غالباً في الحالات العشر الأولى المرتبطة بالهجوم البيولوجي في عام 2001. لقد سجل حدوث فترة قصيرة من التحسن تالية للأعراض البادرية prodromal، لكنها لم تشاهد في الحالات التي حدثت في عام2001. ثم يحدث تدهور سريع بالأعراض مع حمى شديدة وعسرة تنفسية وزرقة وصدمة. 

 

غالبا  ما تظهر صورة الصدر وجود انصباب جنبي واتساع المنصف الناجم عن اعتلال العقد اللمفية. يحدث التهاب السحايا عند نسبة تصل إلى 50% من المرضى المصابين بالجمرة الخبيثة الاستنشاقية، وغالباً ما يكون نزفياً.

 

كان معدل إماتة الحالات قبل الهجمات البيولوجية عام 2001 يتراوح بين 85٪ - 97% في حال عدم استعمال المضادات الحيوية، بينما قدر بحوالي 75% في حال استعمال المضادات الحيوية. أما حالات الجمرة الخبيثة الاستنشاقية التي حدثت في عام 2001، فكان معدل إماتة الحالات فيها مع المعالجة المركزة 745 (5 وفيات من أصل 11 حالة). تحدث الوفاة في بعض الأحيان خلال ساعات من بداية المرض. 

 

قد تكون الأعراض الباكرة للجمرة الخبيثة الاستنشاقية مشابهة للأعراض الأولية للمرض الشبيه بالإنفلونزا influenza - like illness) LI)، وهو مرض تنفسي لا نوعي، يتميز بالتعب والحمى والسعال وأعراض أخرى. ومعظم حالات ILI لا تنجم عن الإنفلونزا بل عن ڤيروسات أخرى مثل الڤيروسات الأنفية rhinovirus والڤيروسات الغدية adenovirus. إن الاحتقان الأنفي والسيلان الأنفي شائعان عند الإصابة بـ ILI لكنهما غير شائعين عند الإصابة بالجمرة الخبيثة الاستنشاقية، بينما يكون ضيق النفس شائعاً في الإصابة بالجمرة الخبيثة الاستنشاقية وغير شائع في ILI.

 

إن معظم الأشخاص المصابين بالجمرة الخبيثة الاستنشاقية لديهم شذوذات في صورة الصدر الشعاعية، في حين لا يكون لدى معظم المصابين بـ ILIأي شذوذات في صورة الصدر (رغم أن المصابين بالإنفلونزا قد يحدث عندهم ذات رئة بدئية بالإنفلونزا أو ذات رئة جرثومية ثانوية). 

 

 

المصدر

 

المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. محمد أحمد نوح، دار القدس للعلوم، الطبعة الأولى 2005.