غزارة الطمث Menorrhagia
مصطلح طبي يطلق على الدورة الشهرية ذات النزيف الشديد والمستمر بشكل غير طبيعي ، وبسبب هذا النزيف تصبح ممارسة الحياة الطبيعية صعبة بسبب كمية الدم المفقودة والتشنج الحاصل
تأتي العادة الشعرية العادية كل 21-35 يوماً في العادة، ويستمر معدل النزيف حوالي خمسة أيام.
ويكون مجموع الدم النازل بين 25-80 مللتر، وإذا زادت الكمية عن 80 مللتر وطالت المدة عن سبعة أيام، فإن تشخيصها هو غزارة الطمث، أو فرط غزارة الطمث.
وتحدث غزارة الطمث كل 28 يوما ًمما يميزها عن غزارة النزف الرحمي، التي تحدث بانتظام أكثر.
ويمكن تقدير كمية الدم النازف من عدد الدكات (التامبو) المستعملة (في العادة فإن الدكة الواحدة تمتص 5 مللتر من الدم).
الأعراض
قد تتضمن علامات وأعراض غزارة الطمث:
• تشرُّب فوطة صحية أو العديد من الفوط الصحية أو السدادات القطنية الممتصة كل ساعة لعدة ساعات
• الحاجة إلى استخدام حماية صحية مزدوجة للتحكم في الطمث الشهري
• الحاجة إلى الاستيقاظ لتغيير الحماية الصحية خلال الليل
• النزيف لأكثر من أسبوع
• امتداد جلطات الدم لأكبر من الربع
• تقليل الأنشطة اليومية نظرًا للطمث الشهري المتزايد
• أعراض فقر الدم (الأنيميا)، مثل الإرهاق أو التعب أو ضيق التنفس
اسباب غزارة الطمث
في بعض الحالات، لا يعرف سبب غزارة النزيف الحيضي غير أن هناك عددًا من الحالات قد تسبب غزارة الطمث. تشمل الأسباب الشائعة ما يلي:
• عدم التوازن الهرموني في دورة الحيض العادية، يضبط التوازن بين هرموني الإستروجين والبروجسترون تكوين بطانة الرحم، والتي تنفصل أثناء الطمث. وإذا حدث عدم توازن في الهرمونات، تزداد بطانة الرحم وتنفصل تدريجيًا عن طريق النزيف الحيضي الغزير.
• يمكن أن يتسبب عدد من الحالات في عدم التوازن الهرموني، بما في ذلك متلازمة المبيض متعدد التكيسات (PCOS) والسمنة ومقاومة الأنسولين ومشكلات الغدة الدرقية.
• خلل في المبايض. إذا كانت المبياض لا تطلق بويضات أثناء دورة الحيض (انقطاع الإباضة)، فلا يفرز الجسم هرمون البروجسترون كما يفرزه أثناء دورة الحيض العادية. وهذا يؤدي إلى عدم توازن الهرمونات مما قد يؤدي إلى غزارة الطمث.
• الأورام الليفية الرحمية. تظهر هذه الأورام غير السرطانية (الحميدة) في الرحم أثناء سنوات قابلية الإنجاب. ويمكن أن تتسبب الأورام الليفية في الرحم في نزيف حيضي غزير أكثر من المعتاد أو الممتد لفترة طويلة.
• الزوائد اللحمية. يمكن أن يتسبب نمو الزوائد الحميدة الصغيرة على بطانة الرحم (زوائد الرحم) في النزيف الحيضي الغزير أو الممتد لفترات طويلة.
• العضال الغدي. تحدث هذه الحالة عندما تلتحم الغدد من بطانة الرحم مع عضلات الرحم، وغالبًا تتسبب في النزيف الغزير والدورة الشهرية المؤلمة.
• اللولب الرحمي (IUD) تعتبر غزارة الطمث أحد الآثار الجانبية المعروفة لاستخدام اللولب الرحمي غير الهرموني لتحديد النسل. سيساعدك طبيبك على تخطيط خيارات سيطرة بديلة.
• مضاعفات الحمل. قد تكون فترة الحيض بغزارة لمرة واحدة وفي موعد متأخر بسبب الإجهاض. يشمل سبب آخر للنزيف الغزير موقع غير معتاد للمشيمة، مثل المشيمة المنخفضة أو انزياح المشيمة.
• السرطان يمكن أن يسبب سرطان الرحم وسرطان عنق الرحم نزيف الحيض الغزير، وخاصة إذا كنتِ في فترة ما بعد انقطاع الطمث أو كانت نتائج اختبار "باب" غير طبيعية سابقًا.
• اضطرابات النزيف الموروثة. يمكن أن تتسبب اضطرابات النزيف — مثل داء فون ويللبراند وهو حالة تقل أو تضعف فيها كفاءة أحد عوامل تجلط الدم الهامة — في الإصابة بالنزيف الحيضي غير العادي.
• الأدوية. يمكن أن تسهم بعض الأدوية، بما في ذلك الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية الهرمونية مثل الإستروجين والبروجستين ومضادات التخثر مثل وارفارين (كومادين، جانتوفين) أو إنكسابارين (لوفينوكس)، في النزيف الحيضي الشديد أو الطويل.
• الحالات الطبية الأخرى. يمكن أن يوجد عدد من الأمراض الأخرى، بما في ذلك أمراض الكبد أو الكلى، المصاحبة لغزارة الطمث.
عوامل تزيد من خطر غزارة الطمث
تتفاوت عوامل الخطر باختلاف العمر وما إذا كانت هناك مشكلات طبية أخرى قد تفسر غزارة الحيض. يحفز إطلاق بويضة من المبيضين في أثناء دورة الحيض الطبيعية إنتاج الجسم للبروجسترون، وهو هرمون الأنوثة صاحب المسؤولية الأكبر في الحفاظ على انتظام الدورة الشهرية. وفي حال عدم إطلاق أي بويضات قد تتسبب عدم كفاية كمية البروجسترون في نزف حيضي غزير.
تُصاب الفتيات المراهقات بغزارة الحيض عادة بسبب انعدام الإباضة. وتكون الفتيات المراهقات أكثر عرضة بشكل خاص لدورات انعدام الإباضة في السنة الأولى بعد أول دورة حيض (بدء الإحاضة).
تُصاب كذلك النساء الأكبر سنًا في عمر الإنجاب بغزارة الحيض، ويرجع السبب عادة إلى أمراض الرحم، مثل الأورام الليفية والسلائل والعُضال الغدي. ومع ذلك فقد تكون بين العوامل المساهمة فيها مشكلات أخرى مثل سرطان الرحم واضطرابات النزف والآثار الجانبية للأدوية وأمراض الكبد أو الكلى.
المضاعفات
يمكن أن يؤدي نزيف الحيض المطول أو المفرط إلى الإصابة بحالات طبية أخرى، بما في ذلك:
• الأنيميا. يمكن أن تفضي غزارة الطمث إلى أنيميا فقد الدم من خلال تقليل عدد خلايا الدم الحمراء بالدورة الدموية. يُقاس عدد خلايا الدم الحمراء بالدورة الدموية عن طريق الهيموجلوبين، وهو بروتين يُمَكِن خلايا الدم الحمراء من حمل الأكسجين إلى الأنسجة.
يحدث فقر الدم الناجم عن نقص الحديد عندما يحاول جسمك تعويض خلايا الدم الحمراء المفقودة باستخدام مخزون الحديد لإنتاج مزيد من الهيموجلوبين، الذي يمكنه حمل الأكسجين فيما بعد في خلايا الدم الحمراء. قد تقلل غزارة الطمث من مستويات الحديد بما يكفي لزيادة خطر فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
• شحوب الجلد والضعف والتعب. على الرغم من أن النظام الغذائي يلعب دورًا في فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، إلا إن المشكلة تعقدها الحيضات الغزيرة.
• ألم شديد. مع نزيف الطمث الغزير، قد تعانين تشنجات للطمث مؤلمة (عسر الطمث). في بعض الأحيان تكون التشنجات المرتبطة بالطمث الغزير حادة بشكل يتطلب تقييمًا طبيًا.
التشخيص
غالبًا ما يستفسر الطبيب عن تاريخك الطبي ودورات الحيض لديك. وقد يُطلب منك الاحتفاظ بدفتر يوميات عن الأيام التي حدث فيها نزيف والتي لم يحدث فيها، بما في ذلك ملاحظات عن مدى غزارة التدفق لديك وما مقدار أدوات الحماية الصحية التي احتجت إليها للسيطرة على النزيف
سيجري الطبيب فحصًا بدنيًا وقد يوصي بواحدة أو أكثر من الاختبارات أو الإجراءات التالية:
• اختبارات الدم. يمكن اختبار عينة من الدم لقياس نقص الحديد (الأنيميا) والأمراض الأخرى، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو اضطرابات تجلط الدم.
• فحص عنق الرحم (Pap test). في هذا الاختبار، تُجمع خلايا من عنق الرحم وتُختبر لمعرفة ما إذا كانت هناك عدوى أو التهاب أو تغيرات قد تكون سرطانية أو تؤدي إلى السرطان.
• خزع بطانة الرحم. يمكن أن يأخذ الطبيب عينة من الأنسجة من داخل الرحم ليفحصها اختصاصي علم الأمراض.
• الموجات فوق الصوتية. تستخدم طريقة التصوير هذه الموجات الصوتية لتصوير الرحم والمبايض والحوض.
وبناء على نتائج الاختبارات الأولية، قد يوصي الطبيب بمزيد من الاختبارات، ومن بينها:
• تخطيط الرحم الشعاعي بالموجات فوق الصوتية. في هذا الاختبار، يُحقن سائل من خلال أنبوب إلى الرحم عن طريق المهبل وعنق الرحم. وبعد ذلك، يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية للكشف عن المشكلات في بطانة الرحم.
• تنظير الرحم. يتضمن هذا الفحص إدخال أداة رفيعة مضاءة من خلال المهبل وعنق الرحم إلى الرحم، وبالتالي تسمح للطبيب برؤية ما بداخل الرحم.
لا يمكن أن يتأكد الأطباء من تشخيص غزارة الطمث إلا بعد استبعاد الاضطرابات الحيضية الأخرى أو الأمراض أو الأدوية باعتبارها أسبابًا محتملة أو تفاقمات هذه الحالة المرضية.
العلاج
ويستند العلاج المحدد لغزارة الطمث على عدد من العوامل، والذي يشمل:
• الصحة العامة والتاريخ الطبي
• سبب وشدة الحالة
• مدى تَحَمُّلك لأدوية أو إجراءات أو علاجات محددة
• احتمالية أن تصبح الدورات الشهرية أقل غزارة في القريب العاجل
• خططك الإنجابية المستقبلية
• تأثير الحالة على نمط حياتك
• رأيك أو تفضيلك الشخصي
الأدوية
قد يشمل العلاج الطبي لغزارة الطمث ما يلي:
• العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs). تساعد العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل الإيبوبروفين (أدفيل وموترين آي بي، وغيرها) أو نابروكسين الصوديوم (أليف)، في تقليل فقدان الدم الحيضي. وتوفر العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات فائدةً إضافيةً، هي تخفيف تقلصات الطمث المؤلمة (عسر الطمث).
• حمض الترانيكساميك. يساعد حمض الترانيكساميك (ليستيدا) على تقليل فقدان الدم الحيضي، ولا توجد حاجة إلى تناوله إلا في وقت حدوث النزيف.
• وسائل منع الحمل عن طريق الفم. يمكن أن تساعد وسائل منع الحمل الفموية، إلى جانب منعها للحمل، في تنظيم دورات الطمث، وتقليل نوبات النزف الحيضي المفرط أو طويل المدة.
• البروجسترون الفموي. يمكن أن يساعد هرمون البروجسترون في تصحيح اختلال الهرمونات، والحد من غزارة الطمث.
• اللولب الهرموني داخل الرحم (IUD) (ليليتا، وميرينا). يطلق هذا الجهاز داخل الرحمي نوعًا من البروجستين يسمى ليفونورجيستريل؛ مما يجعل بطانة الرحم رقيقة، ويقلل من تدفق دم الحيض وتقلصاته.
إذا كنتِ تعانين غزارة الطمث إثر تناول أدوية الهرمونات، فقد تتمكنين أنتِ وطبيبكِ من علاج الحالة عن طريق تغيير الدواء أو إيقاف تناوله.
إذا كنتِ تعانين أيضًا فقر الدم بسبب غزارة الطمث لديك، فقد يوصي طبيبكِ بتناول مكملات الحديد الغذائية بانتظام. إذا كانت مستويات الحديد لديكِ منخفضة، ولكنكِ لم تصابي بفقر الدم بعد، فقد تبدئين بتناول مكملات الحديد الغذائية بدلاً من الانتظار حتى الإصابة بفقر الدم.
قد تحتاجين إلى علاج جراحي لغزارة الطمث في حالة عدم نجاح العلاج الطبي. تتضمن خيارات العلاج:
• توسيع الرحم وكحته (D&C). في هذا الإجراء، يفتح الطبيب (يوسِّع) عنق الرحم ثم يكشط أو يشفط الأنسجة من بطانة الرحم لتقليل النزيف الحيضي. وعلى الرغم أن هذا الإجراء شائع وغالبًا ما ينجح في علاج النزيف الحاد أو النشط، فقد تحتاجين إلى مزيد من إجراءات التوسيع والكشط إذا تكررت غزارة الطمث لديك.
• إصمام الشريان الرحمي. بالنسبة للنساء المصابات بغزارة الطمث نتيجة الأورام الليفية، يهدف هذا الإجراء إلى تقليص أي ورم ليفي في الرحم عن طريق سد الشريان الرحمي وقطع مصدر إمداده بالدم. أثناء انصمام الشريان الرحمي، يمرر الجراح قسطرة عبر الشريان الكبير في الفخذ (الشريان الفخذي) ويوجهه إلى شرايين الرحم، حيث يتم حقن الأوعية الدموية بمواد تقلل من تدفق الدم إلى الورم الليفي.
• الجراحة بالموجات فوق الصوتية المركزة: وعلى غرار انصمام الشريان الرحمي، تعالج الجراحة بالموجات فوق الصوتية المركزة النزيف الناجم عن الأورام الليفية عن طريق تقليصها. ويستخدم هذا الإجراء الموجات فوق الصوتية لتدمير الأنسجة المصابة بالورم الليفي. ولا يلزم الأمر عمل شق جراحي في هذا الإجراء.
• الورم العضلي. يتضمن هذا الإجراء إزالة الأورام الليفية في الرحم جراحيًا. وبناء على حجم الأورام الليفية وعددها وموقعها، يمكن للجراح أن يختار إجراء استئصال الورم العضلي باستخدام جراحة البطن المفتوح من خلال عدة شقوق جراحية صغيرة (باستخدام منظار البطن) أو من خلال المهبل وعنق الرحم (باستخدام منظار الرحم).
• استئصال بطانة الرحم. هذا الإجراء ينطوي على تدمير (استئصال) بطانة الرحم. يستخدم في هذا الإجراء الليزر أو الترددات الراديوية أو الحرارة المطبقة على بطانة الرحم لتدمير الأنسجة.
وبعد استئصال بطانة الرحم، تخف فترات الحيض لدى معظم النساء كثيرًا. الحمل بعد استئصال بطانة الرحم ينطوي على العديد من المضاعفات المرتبطة به. إذا قمتِ باستئصال بطانة الرحم، فيوصى باستخدام وسيلة منع حمل قوية أو دائمة حتى انقطاع الطمث.
• استئصال جزئي لبطانة الرحم. يستخدم هذا الإجراء الجراحي حلقة سلكية للجراحة الكهربائية لإزالة بطانة الرحم. ويعد كل من استئصال بطانة الرحم والاستئصال الجزئي له مفيدًا للنساء اللاتي يعانين من نزيف حيضي شديد الغزارة. ولا يوصى بالحمل بعد هذا الإجراء
• استئصال الرحم. استئصال الرحم — جراحة لإزالة الرحم وعنق الرحم — عبارة عن إجراء جراحي يسبب العقم وينهي فترات الحيض بشكل دائم. ويتم استئصال الرحم تحت التخدير ويتطلب الاحتجاز في المستشفى. كذلك قد تؤدي إزالة المبايض أيضًا (استئصال المبيض من الجانبين) إلى الإياس المبكر.
يتم تنفيذ العديد من هذه العمليات الجراحية في العيادة الخارجية. وعلى الرغم من أنك قد تحتاجين إلى تخدير عام، فإنه من المحتمل أن تستطيعي الذهاب إلى المنزل بعد ذلك في اليوم ذاته. عادةً ما يتطلب استئصال الورم العضلي أو استئصال الرحم الإقامة في المستشفى.
عندما تكون غزارة الطمث علامة لمرض آخر مثل مرض الغدة الدرقية، عادة ما يؤدي علاج هذه الحالة إلى تخفيف النزيف في فترات الحيض.