القائمة الرئيسية

الصفحات



الاقلاع عن التدخين

 لقد أثبتت آخر البحوث العلمية بالقطع أن التدخين نوع من أنواع الإدمان، وأن هناك تغييراً كيماويا حقيقيا في خلايا المخ عند المدخن يجعله يشعر بشهوة ورغبة في التدخين، وأن ذلك مرتبط بمادة الدوبامين في المخ. وذلك يجعل الإقلاع عن التدخين عملية صعبة جدا عند الأغلبية من المدخنين .


  • وسائل الإقلاع عن التدخين : 


  1. عدم البدء فيه :

أسهل وأهم وأكثر الوسائل كفاءة ! وللأسف فإن كثيراً من المدخنين تكون بداية تجربتهم عند سن المراهقة وللأسف أيضا فإن شركات السجائر قد استغلت رغبة الشباب فى هذا السن للظهور في صورة أكبر من سنهم واستعجالهم تقليد الكبار فقامت بحملات إعلانية كبيرة موجهة للشباب بالتحديد، حيث تم الربط بين التدخين و القوة و الرجولة


  1. الإقلاع التدريجي :

أول وسائل الإقلاع عن التدخين هى التوعية بأضراره، فكلما زادت معرفة المدخن بأضرار التدخين كلما اقتنع بخطورة هذه العادة، ولتكن أول خطوة هى القراءة في هذا المجال والحديث المتكرر مع الأهل والأصدقاء في هذا الموضوع حتى يستطيع العقل الباطن أن يستوعب مدى الخطورة الحقيقية التي تواجه المدخن. 

عندئذ يستطيع أن يدخل في المرحلة التالية وهى : أن يبدأ المدخن فى تحديد اللحظات التي تعود على التدخين فيها ، وهي تختلف من شخص إلى آخر . فقد يشعر البعض أن السيجارة بعد أكلة دسمة شيء مقدس بينما قد يشعر شخص آخر أن أهمها هي تلك التى تأتى فى بداية اليوم، وقد يشعر ثالث أن أهم سيجارة هي تلك التي يدخنها عند قيادة السيارة مثلاً. وهنا يجب على الشخص أن يهتم بالتعامل مع تلك المؤثرات التي تذكره بالتدخين . فقد يبدأ مرحلة التخلص من السيجارة مثلاً بأن يؤجل موعد أول سيجارة ، فإذا كان قد تعود أن تكون أول سيجارة بعد الفطور مباشرة فليحاول أن يجعلها الساعة ١٢ ظهراً مثلاً. وإذا تعود على السيجارة مع القهوة يحاول أن يتعود على القهوة دون سيجارة . والهدف هنا أن يكسر عملية التعود والربط بين عاداته اليومية والتدخين. 

وبالطبع فهي عملية ليست سهلة في البداية ويحتاج المدخن هنا لبعض المساعدة التي قد تأتي في صورة بديل للسيجارة مثل قطع الحلوى أو تناول الخيار أو الجزر، كذلك يجب الاهتمام بالتحدث مع الأصدقاء في هذا الموضوع وطلب مساعدتهم للإقلاع عن هذه العادة السيئة حتى لا يستمروا في الدعوة لمشاركتهم التدخين. 

كذلك فمن المفيد جدا أن يقوم المدخن بكتابة كل المواقف اليومية التي يجد نفسه يدخن فيها ثم يقوم تدريجيا بالامتناع عن التدخين أثناءها. 

كذلك فمن المفيد جدا أن يقوم المدخن بكتابة كل المواقف اليومية التي يجد نفسه يدخن فيها ثم يقوم تدريجيا بالامتناع عن التدخين أثناءها . فيبدأ بالامتناع أولاً عن التدخين أثناء شرب القهوة، ثم بعد فترة يبدأ في الامتناع عن التدخين بعد الأكل ، ثم بعد فترة أخرى يمتنع عن التدخين عند قيادة السيارة ... وهكذا يجد نفسه تدريجيا قد استطاع أن يقلص عدد السجائر التي يدخنها يوميا . يصبح الإقلاع التام هدفًا من الممكن الوصول إليه. 

كذلك قد يلاحظ المدخن أنه يدخن الكثير من السجائر بطريقة أوتوماتيكية بحكم العادة وليس الحاجة، فقد يجد يده تمتد إلى السيجارة بغض النظر عن إحساسه الحقيقى بالحاجة إليها وهنا عليه أن يقف قليلاً ليفكر : هل أنا فعلا في حاجة إلى تلك السيجارة أم هي مجرد حركة لا شعورية؟ وإذا انتظر لمدة ستين ثانية أى دقيقة واحدة قبل إشعالها ، فقد يجد أنه لا يحتاجها. 

ومن الممكن لتسهيل ذلك أن يتعمد وضع علبة السجائر بعيدا عن مرمى بصره كأن يضعها في درج المكتب أو أن يتركها في السيارة عند الذهاب إلى العمل وبالتالي يصبح من الصعب عليه الحصول على السيجارة فيقل العدد الذي يدخنه يوميا. كذلك من الممكن أن يستبدل نوع السجائر الذي يفضله بنوع آخر وبالتالي لا يشعر بنفس المتعة ويصبح الإقلاع أسهل .


  • وسائل تساعد على الإقلاع عن التدخين :



  1. لزقة النيكوتين : الفكرة هنا تكمن فى تقليص مخاطر التدخين عن طريق استبدال السيجارة بما تحتويه من مواد كيماوية سامة بلزقة للصدر تحتوى فقط على مادة النيكوتين التي أصبح المدخن في حاجة جسمانية إليها، وهكذا يتخلص المدخن من السجائر كمرحلة أولى ثم تدريجيا يأخذ جرعات أقل من النيكوتين حتى يستطيع أن يستغنى تماماً عنه، وتعمل اللزقة عن طريق تسريب جرعة منتظمة من النيكوتين للجسم طوال اليوم. وهى متوافرة على هيئة ٣ جرعات حيث يبدأ المدخن بالجرعة الأكبر لفترة محددة ثم ينتقل إلى الجرعة الأقل لفترة أخرى قبل أن ينتقل إلى أصغر الجرعات والتي يستطيع بعدها أن يتخلص تماماً من النيكوتين .

ومن أهم مميزات تلك الوسيلة أنها تعفى المريض من المواد السامة الكثيرة الموجودة في السجائر وبالتالي يتخلص من عادة التدخين بسرعة وبسهولة نسبية بينما يتخلص من إدمان مادة النيكوتين تدريجيا ، وقد أثبتت البحوث أنه ليس لها أية أضرار وأنها تستطيع أن تساعد الكثير من المدخنين .



(2)

  1. لبان النيكوتين : وهو أيضاً متوافر فى صورة جرعتين : إحداهما أقوى من الأخرى. وهذه الوسيلة تعتبر مثل اللزقة تماماً وإن كان الفارق الوحيد هنا أن اللبان يعطى المدخن جرعة من النيكوتين فقط عند الطلب أي عند المضغ ، بينما اللزقة توضع على الصدر وتترك عليه لتعطى صاحبها جرعة ثابتة طوال اليوم .

  2. أقراص النيكوتين: وهي مثل اللبان تماماً.


  • أعراض تظهر عند الإقلاع عن التدخين:  

هناك نوعان من الأعراض التي قد تصاحب الإقلاع عن التدخين. 

أولاً : أعراض الامتناع عن التدخين . ثانياً : أعراض الشفاء من التدخين .


أولاً : أعراض الامتناع :

  • الرغبة الشديدة في التدخين وهى تقل تدريجيا وبصورة واضحة حيث تقل حدتها بعد حوالي أسبوع من الامتناع عن التدخين. 

  • بعض الإحساس بعدم التركيز أو قلة المجهود وذلك يحدث نظراً لأن النيكوتين يعتبر مادة منبهة ولكن هذه الأحاسيس تختفي تدريجيا. 


ثانياً : أعراض الشفاء من التدخين :

  • صداع ، تنميل في الأطراف : وحيث إنه من المعروف أن النيكوتين يؤدى إلى انقباض في الشرايين فإن اختفائه من الجسم يجعل تلك الشرايين أوسع وقادرة على حمل كمية أكبر من الدم إلى المخ. وهذا قد يؤدى إلى صداع بسيط، ولكنه يختفي تدريجيا دون أى أثر، كذلك فإن الزيادة فى اندفاع الدم إلى الأطراف قد يؤدى إلى تنميل بسيط فيها. 

  • كحة ، آلام بالحلق : وقد أثبتت البحوث العلمية أن النيكوتين يؤدى إلى توقف عمل بعض الزوائد التي توجد في جدار القصبات الهوائية وتقوم تلك الزوائد بتنظيف القصبة الهوائية . وهكذا فإن الإقلاع عن التدخين يجعل تلك الزوائد تعود إلى عملها مرة ثانية حيث تطرد الالتهابات والشوائب المزمنة التى تراكمت على جدار الجهاز التنفسى مما قد يؤدى إلى كحة تستمر لبضعة أيام ثم تتوقف تماماً.

كذلك قد يشعر الشخص ببعض الآلام البسيطة بالحلق وهذه أيضاً تحدث نتيجة لتنظيف الحلق من مادة الزفت والنيكوتين ونظراً لتغطية الحلق بطبقة جديدة من الأنسجة السليمة.

  • الجوع : وهو يحدث نظراً لحاجة الجسم لكمية كبيرة من الطاقة تستهلك في تنظيف الجسم من سموم التدخين ولتكوين الطبقات الجديدة من الأنسجة السليمة والسبب في ذلك أن مادة النيكوتين تقلل من الإحساس بالجوع وتضعف حاسة التذوق، وبالتالي فعند الإقلاع عن التدخين يعود الشخص مرة ثانية إلى الاستمتاع بالطعام، وقد يؤدى ذلك إلى بعض الزيادة في الوزن ولكن من الممكن التغلب عليها عن طريق التركيز في المأكولات الخفيفة مثل الجزر والخيار والخضروات ذات السعرات الحرارية المحدودة. 


ويجب دائماً على المدخن أن يعقد موازنة بين بعض المضايقات التي قد تحدث بصورة بسيطة ومؤقتة عند الإقلاع وبين المشاكل الخطيرة التي تحدث من التدخين. 

كما يجب أن يتذكر دائماً الفوائد الكبيرة التي تعود عليه من الإقلاع عن التدخين ألا وهي :

  1. احتمالات الموت المفاجئ وهى تقل بنسبة 50% خلال خمس سنوات من الإقلاع عن التدخين وبعد حوالي 10 - 15 سنة يصبح الشخص وكأنه لم يدخن أبداً .

  2. سرطان الرئة : بعد 10 سنوات من الإقلاع تقل احتمالات الإصابة بنسبة 50% وذلك موازنة بالذين استمروا في التدخين. 

  3. أمراض الشرايين التاجية :كذلك بعد 3 سنوات تقل احتمالات الإصابة أيضاً بنسبة 80%

  4. سرطان البلعوم : تقل احتمالات الإصابة بعد الإقلاع عن التدخين بنسبة 50% عن الذين استمروا في التدخين

  5. بجانب هذا كله هناك بالطبع الفائدة المادية نتيجة توفير النقود حيث ارتفع حالياً سعر السجائر وأصبحت تشكل عبئاً ماديا .

وهكذا يبدو واضحاً أن الفوائد التي تعود على المدخن الذي يمتنع عن التدخين أكبر بكثير من مخاطر الاستمرار .


ملحوظة هامة : 

  1. لا يوجد فارق كبير في الضرر بين أنواع السجائر المختلفة كلها ضارة جداً.


  1. السيجار الواحد يعادل تدخين حوالي 7 سجائر

  2. سيجارة واحدة تعتبر خطر على حياة مريض الشرايين التاجية. 

  3. تدخين عدة سجائر متتالية أخطر من تدخين نفس العدد على فترات متباعدة .


الكاتبة : روزالين كاتبة

المصدر :https://www.webteb.com/articles/%D9%84%D8%B5%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%83%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86_22289